العنوان |
اصطفاء الصفوة لتصفية القهوة |
---|---|
المؤلف |
أبو بكر العيدروس |
رقم المخطوطة |
1474-8 |
عدد الأسطر |
17 |
تاريخ النسخ |
26 رجب سنة 953 هـ/ 1546 م |
عدد الأوراق وقياساتها |
37/ ب ـ 47/ ب، الورقة: 207 × 130 ـ 135 × 065 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أعدّ لِعبادِهِ المُتّقين شراباً طهوراً، وجعل الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً، ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا، والصلاة والسلام على سيدنا المبعوث المخصوص بالكوثر، والشفاعة العُظمى يوم المحشر، وعلى آله وأصحابه الفائزين منه بالحظ الأوفر. وبعد فإنّ حضرة الشراب القدوس، المكمّل المربّي للنفوس، الذي يتنافس المتنافسون، ويهتدي به السالكون، ويصل به المنقطعون، شراب أولي الصفوة، المسمّى بلسان الحضرة: قهوة. لما نقل إليّ حضرته ما قيلَ من الأخبار؛ عن لِسانِ الأغيار، أشار إلي أحد مُريديه وخدامه بلسان الحال، لدفع كل ما قيل وقال، وإن كان ذلك القول مما لا يُلتفتُ إليه؛ ولا يخطر بالبال، فإن البحر لا يتكدّر بالوُلوغ ولو طال، وقال: أيها الشاربُ نهلاً وعلّاً من شراب أنسي، والوارد علي حضرة حوض قدسي. عليك أن تذكر شيئاً من سِماتي في رسالة من رسالاتي، وأنموذجاً من أوصافي وصفاتي، وتبين فيها جنات حالي وشاني، وتُزيح خطأ كلّ واشٍ وشاني، متوكلاً على اسمه القوي، فإنّه موافِقٌ لاسمِي في العدد الْجُمّلي ( )، إنْ جعلتَ الهاءَ الأخيرةَ هاءَ سَكْتٍ، وإن نطقت بها تاءً ولها أَثْبَتَّ، فإنّ اسمي موافق لكلٍّ من اسمِهِ: الكريمِ والقويّ والهادي العليّ، أما علمت أن منشئي، هو السيد الجليل، مربّي النفوس، الولي القطب؛ (أبو بكر العيدروس) ( )، الموجود في أول هذا القرن بلا ريب ( )، المُطَّلِع على كَثيرٍ من أحوالِ الغيب، فلمّا رأيتُ سِرَّها المصونَ قد لاح، وعزني في الخطاب، وشأنها المحجب قد علا على الخطاب، لزمني أن أبُثَ نَشْرَها المُستطاب، خُصوصاً وأمرُ ذلك الجناب، أعزّه الله، مِمّا يتعيّن أن يُجاب؛ إذ هو المرجع وإليه المآب. فحينئذٍ توكّلتُ على الْمُتّصف بتلك الأسماء الباهرة، واعتمدتُ على أسرارَها الباطنة والظاهرة، واستمدّيتُ من شؤونها الفاخرة، ورتّبتُها على ثلاثة فصولٍ مُحتويةٍ على ما في ذلك من مَعقولٍ ومنقولٍ، وسمَّيتُها: اصطفاء الصفوة لتصفية القهوة، الفصل الأول: فيما رُميت به بسهامِ المذمّة والملام؛ من قِسيّ العَوام، الفصل الثاني: في دفع تلك المطاعن والمدافع بالدلائل القواطع؛ الناشئة عن أتراس أنفاس الحقّ الواقع، الفصل الثالث: في بيان الحكم الشرعي فيها على التحقيق؛ وخواصّها ومنافعها بالتفصيل والتدقيق… |
آخره |
… خاتمة: وهي المتضمّنة لأقوال الشعراء من القصائد الغرّاء، والمقطعات اللطيفة، المنبئة عن أحوالها الظريفة، فمن ذلك ما قاله بعض العلماء الأعيان ( )؛ المشار إليه بالبنان. شعر: |