مخطوطة – البحر الفائض في شرح ديوان ابن الفارض

نبذة عن كتاب مخطوطة – البحر الفائض في شرح ديوان ابن الفارض

عنوان المخطوط: البحر الفائض في شرح ديوان ابن الفارض ( ).
المؤلف: حسن بن محمد بن محمد بن حسن بن عمر بن عبد الرحمن، الصفوري، الدمشقي، البوريني، الأشعري، القادري، الصوفي، الشافعي، بدر الدين، أبو الضياء ت 1024 هـ/ 1615م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 227، الورقة 245 × 156 ـ 174 × 080، عدد الأسطر: (25).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، الحمد لله الذي أورد أحباءه مناهل الصفا، وهداهم بلطفه إلى سلوك سبيل المودّة والوفا، وجعل صَبا الغرام تهبُّ على رياض أسرارهم، وتَسْرِيْ فَتُسَرِّي لقلوبهم أحاديث أخبارهم، والصلاة والسلام على مَن أبرأ بهدايته مرض القلوب، وأزال بإشراق حكمته عن الأفئدة غيوم الغيوب، وعلى آله أشراف الأنام، وأصحابه السادة الكرام، ما أطرب سجْع الحمام، وفاح نشْر البشام، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم القيام.
وبعد فإن الله تعالى قد خصص أولياءه الكرام بحقائقَ يبرزونها لذوي الأفهام، متجليةٍ عليهم في حُلل النظام؛ لأن الأفكار السليمة، والطباع المستقيمة تميل إلى الكلام المنظوم طبعاً، فتقرُّ به عيناً، وتلتذُّ به سمعاً، وقد اختصَّ الأستاذُ الكاملُ الرافلُ في حُلل الفضائل ذُو النَّفْس القُدسيَّةِ، والصِّفاتِ المَلكية، سيدي وسندي الشيخ: عمر بن الفارض ( )، سقى الله ثرى قَبْرَهُ الشريفَ أعذبَ عارضٍ من ذلك بأوفر نصيب… وقد شغفت بكلامه في إبّان الشباب، وتمسّكتُ من محبّته بأوثقِ الأسباب، واستعنت على فَهْمِ كلامه بالاعتقاد الصادق، والغرام الذي أربى على كلِّ وامِق. فسألني مَن تهذّبت أخلاقُه بخدمة الطريق، وسلك في مجاز السالكين على التحقيق؛ أن أُعلِّقَ شرحاً على ديوانه العجيب، الجامع من عُقود البلاغة لكلِّ عقدٍ غريب؛ لكونه لم يُشرحْ على سبيل العُموم، ولم يبين ما في ضمْنِه من منطوقٍ ومفهومٍ، فأجبته إلى سؤاله رغبةً في دُعائه المقبول، وطمعاً في أن أنتظِمَ في سِلكِ خدمة الأولياء الفحول… وها أنا أشرع في المقصود، بعون الملك المعبود، فأقول: قال رحمه الله تعالى، ونفعنا به في الدنيا والآخرة، وأرانا في الجنان طلعته الزاهرة:
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيدَ طَيْ مُنْعِماً عَرِّجْ على كُثْبَانِ طَيْ
السائق: اسم فاعلٍ من ساق الماشيةَ سوقاً وسياقة ومساقة…
آخره:… والرجوع المذكور من أنواع البديع، ومنه قول المتنبي:
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا لأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
كَلَّفْتُ فؤادي منه مَا لا يَسعُ حتّى يَئِستْ رَأفَتُهُ من جَزَعي
ما زِلتُ أقيمُ في هَوَاهُ عُذري حتّى رجَعَ العاذل يَهَواه مَعي.
يقول رضي الله عنه: تكلفت في حبّه، وألزمتُ فؤادي في محبّته فوق طاقته، وفوق وُسْعه، فلما رأى كمال تحمُّلي، وغاية تجمُّلي؛ قالت رأفتُهُ، ونطقتْ رحمتُهُ: هذا لا يجزع أبداً… ومحا عن قلبي في العشق ذَنْبَهُ، فرجع معي لِهواه، ورَحِمَ الفوادَ لشدَّةِ بلواه، وهذا شأن مَن كان صادقا، يجعل عذولَه مُصادِقاً.
وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة على يد أفقر العباد: أحمد بن مُحِبّ الدين الحنفي، في ختام شهر محرم الحرام من شهور سنة إحدى وستين وألف 1061 هـ، من الهجرة النبوية، على مُهاجرها أفضل صلاة وأزكى تحية.
ملاحظات: الناسخ: أحمد بن محب الدين الحنفي. تاريخ النسخ: سنة 1061هـ/ 1650م. الوضع العام: خطّ التعليق، ومتن الديوان مكتوبة باللون الأحمر بين خطين أفقيين، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة بخط محمد الكريمي، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش، وعَليه تملّك محمد الكريمي، وتملّك أبي الخير أحمد عفت ( ) مع الخاتم سنة 1162 هـ/ 1653م، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53811.