مخطوطة – التحرير الجامع بين اصطلاحي الحنفية والشافعية في أصول الفقه

نبذة عن كتاب مخطوطة – التحرير الجامع بين اصطلاحي الحنفية والشافعية في أصول الفقه

عنوان المخطوط: التحرير الجامع بين اصطلاحي الحنفية والشافعية في أصول الفقه ( ).
المؤلف: محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود، السيواسي، السكندري، الحنفي، كمال الدين، ابن الْهُمَام (ت861هـ / 1457م) ( ).
عدد الأوراق: 116، المقاييس: 270 × 176 ـ 150 × 105، عدد الأسطر: (21).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، فأعني على تكميله يا كريم، وصَلَّى اللهُ وآله وصحبه أجمعين. قال سيدنا ومولانا وأستاذنا الشيخ الإمام العامل العلامة، شيخ الإِسْلام، ومفتي الأنام… يَقُولُ الْعَبْدُ الضعيفُ محمد بْن هُمَامِ الدِّينِ السِّيوَاسِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ مَوْلِداً، غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَهُ وَسَتَرَ عُيُوبَهُ: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْشَأَ هَذَا الْعَالَمَ الْبَدِيعِ بِلا مِثَالٍ سَابِقٍ، وَأَنَارَ لِبَصَائِرِ الْعُقَلاءِ طُرُقَ دَلالَتِهِ عَلَى وُجُودِهِ، وَتَمَامِ قُدْرَتِهِ، فَهُوَ إلى الْعِلْمِ بِذَلِكَ سَائِقٌ؛ دَفَعَ نِظَامَهُ الْمُسْتَقَرَّ إلى الْقَطْعِ بِوَحْدَانِيِّتِهِ. كَمَا أَوْجَبَ تَوَالِي نَعْمَائِهِ تعالى الْمُسْتَمِرُّ الْعِلْمُ بِرَحْمَانِيَّتِهِ، وَصلى الله على سيدنا محمد أَفْضَل مَنْ عَبَدَهُ مِنْ عِبَادِهِ، وَأَقْوَى مَنْ أَلْزَمَ أَوَامِرَهُ، وَنَشَرَ أَلْوِيَةَ شَرَائِعِهِ فِي بِلادِهِ، حَتَّى افْتَرَّتْ ضَاحِكَةً عَنْ جَذَلٍ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، بَعْدَ طُولِ انْتِحَابِهَا عَلَى انْبِسَاطِ بَهْجَةِ الإِيمَانِ، وَلَقَدْ كَانَتْ كَمَا قِيلَ:
وَكَأَنَّ وَجْهَ الأَرْضِ خَدُّ مُتَيَّمٍ وُصِلَتْ سِجَامُ دُمُوعِهِ بِسِجَامِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْكِرَامِ، وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ هُمْ مَصَابِيحُ الظَّلامِ.
وَبَعْدُ: فَإِنِّي بَعْدَ أَنْ صَرَفْت طَائِفَةً مِنْ الْعُمُرِ فِي طَرِيقَيْ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ فِي الأُصُولِ؛ خَطَرَ لِي أَنْ أَكْتُبَ كِتَاباً مُفْصِحاً عَنْ الاصْطِلَاحَيْنِ، بِحَيْثُ يَطِيرُ مَنْ أَتْقَنَهُ إلَيْهِمَا بِجَنَاحَيْنِ؛ إذْ كَانَ مَنْ عَلِمْتُهُ أَفَاضَ فِي هَذَا الْمَقْصُود؛ لَمْ يُوضِحْهُمَا حَقَّ الإِيضَاحِ، وَلَمْ يُنَادِ مُرْتَادَهُمَا بَيَانُهُ إلَيْهِمَا: بِحَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. فَشَرَعْت فِي هَذَا الْغَرَضِ؛ ضَامّاً إلَيْهِ مَا يَنْقَدِحُ لِي مِنْ بَحْثٍ؛ وَتَحْرِيرٍ، فَظَهْرَ لِي بَعْدَ قَلِيلٍ أَنَّهُ سِفْرٌ كَبِيرٌ، وَعَرَفْت مِنْ أَهْلِ الْعَصْرِ انْصِرَافَ هِمَمِهِمْ فِي غَيْرِ الْفِقْهِ إلى الْمُخْتَصَرَاتِ، وَإِعْرَاضَهُمْ عَنْ الْكُتُبِ الْمُطَوَّلاتِ فَعَدَلْت إلى مُخْتَصَرٍ مُتَضَمِّنٍ؛ إنْ شَاءَ اللهُ تعالى؛ الْغَرَضَيْنِ؛ وَافٍ بِفَضْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ؛ بِتَحْقِيقِ مُتَعَلَّقِ الْعَزْمَيْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلى الْجَوَادِ الْوَهَّابِ تعالى أَنْ يَقْرِنَهُ بِقَبُولِ أَفْئِدَةِ الْعِبَادِ، وَأَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِثَوَابِ يَوْمِ التَّنَادِ، وَاَللهَ سُبْحَانَهُ وَتعالى أَسْأَلُ ذَلِكَ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ نِعْمَ الْوَكِيلُ. وَسَمَّيْته بِالتَّحْرِيرِ، بَعْدَ تَرْتِيبِهِ عَلَى مُقَدِّمَةٍ هِيَ الْمُقَدِّمَاتُ، وَثَلاثِ مَقَالاتٍ فِي الْمَبَادِئِ، وَأَحْوَالِ الْمَوْضُوعِ، وَالاجْتِهَادِ: وَهُوَ مُتَمِّمٌ مَسَائِلَهُ…
آخره:… تَكْمِلَة: نَقل الإِمَام إجْمَاعَ الْمُحَقِّقِينَ عَلَى مَنْعِ الْعَوَامّ مِنْ تَقْلِيدِ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ، بَلْ مَنْ بَعْدَهُمْ ( ) الَّذِينَ سَبَرُوا وَوَضَعُوا وَدَوَّنُوا، وَعَلَى هَذَا مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ: مَنْعَ تَقْلِيدِ غَيْرِ الأَرْبَعَةِ لانْضِبَاطِ مَذَاهِبِهِمْ، وَتَقْيِيدِ مَسَائِلِهِمْ، وَتَخْصِيصِ عُمُومِهَا، وَلَمْ يُدْرَ مِثْلُهُ فِي غَيْرِهِمْ الآنَ لانْقِرَاضِ أَتْبَاعِهِمْ، وَهُوَ صَحِيحٌ.
تم الحمد لله رب العالمين حقّ حمده، والصلاة والسلام على رسوله محمد خير خلقه…
وقع الفراغ من نسخة يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شوال من شهور سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، على يد أقل العباد نعمت الله بن جلال الدين (الجوزجاني؟؟؟).
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة ومقابلة على مخطوطات أُخرى. الناسخ: نعمة الله بن جلال الدين. تاريخ النسخ: 958 هـ/ 1551م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ، وتوجد على الهوامش تعليقات وتصحيحات وفوارق النسخ، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش، وعَليه تملّك أبو الإرشاد حسن بن علي ( ) سنة 1064 هـ/ 1654م. وتملك محمد بن عبد الكريم السيواسي ( )، وتملك محمد العنبوسي ( ) المقدسي في 15 جمادى الآخرة سنة 1038هـ/ 1628م، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 54403.