العنوان |
الرسالة العلمية؛ في كون العلم تابعاً للمعلوم |
---|---|
المؤلف |
إسماعيل (وهبي) بن محمد القنوي؛ ت 1195 هـ/ 1781م |
رقم المخطوطة |
768 |
عدد الأسطر |
23 |
تاريخ النسخ |
1190 هـ/ 1776م |
الناسخ |
محمد صفوتي بن يوسف بن مير حسن |
عدد الأوراق وقياساتها |
11، الورقة 208 × 156 ـ 135 × 057 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ للهِ الذي وفّقنا لتحقيق معنى كون العلم تابعاً للمعلوم، وبعكسه المعهود، والصلاة والسلام على مَن وُعدَ بالمقام المحمود، واللواء الممدود، وعلى آله وأصحابه الذين هم الواردون بالحوض المورود. وبعد فيقول البائس الفقير إلى الله الغني القوي، الحافظ؛ إسماعيل بن محمد القنوي، تغمّدهما الله تعالى بغفرانه العليّ: إن عِلمه تعالى في الأزل مُتعلّق بالأشياء قبل وجودها على ما هي عليه، وهذا العلم تابع لماهية المعلوم؛ بمعنى أن خصوصية العِلم، وامتيازه عن سائر العلوم، إنما هو باعتبار أنه علم بهذه الماهية مثلاً… |
آخره |
… واعلم أن الجلال الدواني؛ قد خالف عظماء المتقدمين، وكبراء المتأخرين من أئمة المتكلمين في مواضع شتى منها: ما ذُكِرَ هنا؛ من أن عِلمه تعالى بالأشياء في الأزل؛ عِلمٌ إجمالي هرباً عن انتقاض برهان التطبيق، وقد عرفت ما فيه وما عليه، ومنها: دعوى استحالة تعلّق العلم بالمعدوم الصرف، وبنى على هذا تشنيع أئمة الهدى، وقدوة التُّقى مع أن الإمام الأعظم صرّح في الفقه الأكبر: أنّ الله يعلم المعدوم حالَ عدمِه، وأجمع الأجلاء عليه، فقد خالف الإجماع؛ كما بيّنا وجهه مع ردّ الدواني في رسالتنا العلمية، المشحونة بالفرائد العلمية، لا يستغني عنها الطالبون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ومنها: أنه اختار مذهب الحكماء، وأعرض عن مسلك العلماء في العلم، فقال: إن العلم هو الصورة الحاصلة في العقل دون صفة تُوجِبُ تمييزاً، أو نفْس التمييز، كما اختاره العظماء المتكلمين. ومنها: اختار الوجود الذهني على الوجه الذي أثبت الحكماء، وليت شعري لِمَ ترك مذهب إمامه في الدِّيْن؟ واختار طريق الحكماء والمتفلسفين. وقيل: ذكر الجلال في بحث الحدوث والعلم والمعاد الكلمة المظلمة المُفسدة بعضها من عند نفْشها، وبعضها نقلاً عن الفلاسفة والمتفلسفة، وحبط تارة فتكلّم بما هو كفر غليظ، وذكر المبادئ العالية، والعقول العشرة التي زعمتها الفلاسفة، لُعنوا بما قالوا بها أشد كُفراً من عبدة الأوثان، لأنه شِرك أغلظ من شِركهم، إلى أن قال: فتبغضه في الله، ولا تذكر بخير. انتهى. وبعض هذا الإشكال مبالغة في التشيُّع… وإنما المؤاخذة فيما التزمه الجلال الدواني مما ذكرناه آنفاً فإنه يشبه المجادلة في صفات الله تعالى، لأن السلف الكرام ذهبوا إلى أنه يعلم الله تعالى المعدوم الصرف، وأنه تعالى يعلم الأشياء في الأزل تفصيلاً بتعلُّقات قديمة، وأن العلم صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض عند بعضهم، أو نفس تمييز عند بعض آخر منهم، وأن الوجود الذهني بالمعنى الذي اخترعه الحكماء ليس بثابت، والجلال يجادلهم في ذلك كله فيُحازُ دخوله ومَن تبعه تحت قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} ( ). لأن معناه: مَن يجادل في توحيده وصفاته، صرّح به الشيخ البيضاوي ( ) في سورة لقمان، فلا نقول كما قال البعض، فنبغضه في الله، ولا نذكره بخير إذ لا يجوز ذلك لأحد بعد موته ما لم يتيقّن ضلاله، بل نقول: نرجو من كمال كرم الله تعالى عفوه… لكن أوصى علماءُ الشريعة والدين أنْ لا يشتغلوا بتدريس شرح العقائد العضدية، فإنه إعانةٌ على مُجادلته، وتشنيع الأئمة المهديين، وقد عرفت أنه يُخاف الدخول تحت عموم قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} الآية ( ). إذ لا مجال لكون مسلكه حقاًّ مثل مسلك المتقدمين، ولا يخطر عكسه لبال أحد من أرباب اليقين، إذ بُطلان مسلكه مع وضوحه، وقد بيّنّاه في رسالتنا بالبرهان، وشيّدنا أركانه بالتبيان، فمن خالفه فعليه البيان، إذ مُجرّد الدعوى من دَيدَن المحجوجين، وعادة المكابرين. |
الوضع العام |
خطّ التعليق، والعناوين والفواصل وكلمة قوله مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والغلاف ورق مُقوّى. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51832. |