مخطوطة – الشفا بتعريف حقوق المُصْطَفَى

عنوان المخطوط: الشفا بتعريف حقوق المُصْطَفَى ( ).
المؤلف: عياض بن موسى اليحصبي، القاضي عياض ت 544 هـ/ 1149م ( ).
عدد الأوراق: 172، المقاييس: 187 × 110 ـ 136 × 061، عدد الأسطر: (23).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ ثِقَتِي، قال الفقيه القاضي الإمام أبو الفضل عِياض بن موسى بن عِياض اليحصبي: الحمد لله المتفرّد باسمِهِ الأسمَى، المختص بالملك الأعزّ الأحمى، الذي ليس دونه منتهى، ولا وراءه مرمىً… أما بعد: أشرقَ اللهُ قلبي وقلبَك بأنوار اليقين، ولَطف لي ولك بما لَطف به لأوليائه المُتّقين؛ الذين شرَّفهم بنُزُلِ قُدسِه، وأوحشَهم من الخليقة بأُنْسهِ، وخصّهم من معرفته ومُشاهدة عجائبِ ملكوته، وآثار قدرته؛ بما ملأ قلوبهم حَبْرَةً، ووَلَّهَ عُقولَهم في عظمته حيرةً، فجعلوا همَّهم به واحداَ، ولم يرَوْا في الدارين غيرَه، فَهُم بمُشاهدة كماله وجلاله يتنعمون، وبين آثار قدرته؛ وعجائب عظَمَتِهِ يتردَّدون، وبالانقطاع إليه والتوكُّلِ عليه يتعزَّزون…. فإنك كرّرتَ عليَّ السؤالَ في مجموعٍ يتضمَّن التعريفَ بِقَدْرِ المُصطفى؛ عليه الصلاة والسلام؛ وما يجِبُ له من توقيرٍ وإكرامٍ، وما حُكْمُ مَن لم يُوَفِّ واجبَ عظيم ذلك القَدْرِ أوْ قصَّرَ في حقِّ منصبِهِ الْجليلِ قلامة ظُفْرٍ، وَأنْ أجمعَ لك ما لأسلافِنا وأئمتِنا في ذلك مِن مقالٍ، وأُبَيِّنَهُ بتنزيلِ صُوَرٍ وأمثالٍ… ولمّا نويتُ تقريبَهُ، ودرجتُ تبويبَهُ، ومَهَّدْتُ تأصيلَهُ، وخلصتُ تفصيله، وانتحيتُ حصره وتحصيلَهُ، ترجمتُه: بِـ (الشِّفا بتعريفِ حقُوقِ المُصْطَفَى)؛ صلى الله عليه وسلم، وحصرتُ الكلامَ فيه في أقسامٍ أربعةٍ: القسم الأول: في تعظيم العلي الأعلى لِقَدْرِ هذا النبيّ قولاً وفِعلاً، وتَوَجّه الكلام فيه؛ في أربعةِ أبوابٍ…
آخره:… قال مالك رحمه الله: <مَنْ شَتَمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ قُتِلَ، ومَن شتمَ أحداً من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم: أبا بكر، أو عمر، أو عثمان، أو معاوية، أو عمرو بن العاص؛ فإنْ قال: كانوا على ضلالٍ وكُفْرٍ؛ قُتِلَ. وإنْ شَتَمَهُم بغيرِ هذا مِن مُشاتمةِ الناسِ نكِّلَ نكالاً شديداً. وقال ابن حبيب: مَنْ غَلا مِنَ الشيعةِ إلى بُغْضِ عُثمان؛ والبراءة مِنه أُدِّبَ أدباً شديداً، ومَن زادَ إلى بُغضِ أبي بكرٍ وعُمر، فالعقوبةُ عليه أشدّ، ويُكرَّرُ ضربُهُ، ويُطالُ سِجْنُهُ حتى يَمُوْتَ، ولا يبلُغُ به القتل إلا في سَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم... ورُوي عن مالك: <مَنْ سَبَّ أبا بكرٍ جُلِدَ، ومَنْ سَبَّ عائشةَ قُتِلَ. قِيْلَ لَهُ: لِمَ؟ قال: مَنْ رَمَاها؛ فَقْدَ خالفَ القرآنَ...> قال القاضي؛ رضي الله عنه: هنا انتهى القول بنا فيما حررناه، وانتجزَ الغرضُ الذي انتحيناهُ، واستُوْفِي الشرْطُ الذي شَرطناهُ مِمّا أرجو أنْ يكونَ في كُلِّ قِسْمٍ مِنْهُ لِلمُريدِ مقْنَع، وفي كلِّ بابٍ مَنهجٌ إلى بغيتِهِ ومَنْزَعٌ… وإلى الله تعالى؛ جزيل الضراعة في الْمِنَّةِ بقَبولِ ما مِنْهُ لوجهِهِ، والعفو عمّا تخلّله من تزيُّن وتصنُّعٍ لِغيرِهِ… ويخصّنا بخصيصي زُمرةِ نبِيِّنا وجماعتِهِ، ويحشُرنا في الرعيل الأول، وأهل الباب الأيمن من أهلِ شفاعتِهِ. ونحمده تعالى على ما هدى إليه من جَمْعِهِ، وألْهَمَ وفَتَحَ البصيرةَ لِدَرْكِ حَقائقِ ما أودعناه وفَهَّمَ، ونستعيذُه جَلَّ اسمُهُ من دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وعِلْمٍ لا ينفعُ، وعَمَلٍ لا يُرْفَعُ. فهو الجوادُ الذي لا يخيبُ مَنْ أَمَّلَهُ، ولا ينتصرُ مَنْ خَذَلَهُ، ولا يَرُدُّ دَعوةَ القاصِدينَ، ولا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفسِدين، وهو حَسْبنا ونِعْمَ الوكيل.
كتبه العبد الداعي مصطفى من تلاميذ ده ده زاده ( ) غفر لهما.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية نفيسة. الناسخ: مصطفى من تلاميذ ده ده زاده. تاريخ النسخ: في عهد راغب پاشا. الوضع العام: خطّ التعليق النفيس، والغلاف جلد عثماني نفيس ملون ومذهب، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، والثانية والأخيرة مذهبتان، وكافة الصفحات لها إطارات مذهبة عريضة، وعلامات الوقف مذهبة من أول المخطوط إلى آخره، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر وفوقها خطوط ذهبية، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48948.

رمز المنتج: mrgp380 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الشفا بتعريف حقوق المُصْطَفَى

المؤلف

عياض بن موسى اليحصبي، القاضي عياض ت 544 هـ/ 1149م

رقم المخطوطة

329

عدد الأوراق

172

عدد الأسطر

23

تاريخ النسخ

في عهد راغب پاشا

الناسخ

مصطفى من تلاميذ ده ده زاده

المقاييس

187 × 110 ـ 136 × 061

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ ثِقَتِي، قال الفقيه القاضي الإمام أبو الفضل عِياض بن موسى بن عِياض اليحصبي: الحمد لله المتفرّد باسمِهِ الأسمَى، المختص بالملك الأعزّ الأحمى، الذي ليس دونه منتهى، ولا وراءه مرمىً… أما بعد: أشرقَ اللهُ قلبي وقلبَك بأنوار اليقين، ولَطف لي ولك بما لَطف به لأوليائه المُتّقين؛ الذين شرَّفهم بنُزُلِ قُدسِه، وأوحشَهم من الخليقة بأُنْسهِ، وخصّهم من معرفته ومُشاهدة عجائبِ ملكوته، وآثار قدرته؛ بما ملأ قلوبهم حَبْرَةً، ووَلَّهَ عُقولَهم في عظمته حيرةً، فجعلوا همَّهم به واحداَ، ولم يرَوْا في الدارين غيرَه، فَهُم بمُشاهدة كماله وجلاله يتنعمون، وبين آثار قدرته؛ وعجائب عظَمَتِهِ يتردَّدون، وبالانقطاع إليه والتوكُّلِ عليه يتعزَّزون…. فإنك كرّرتَ عليَّ السؤالَ في مجموعٍ يتضمَّن التعريفَ بِقَدْرِ المُصطفى؛ عليه الصلاة والسلام؛ وما يجِبُ له من توقيرٍ وإكرامٍ، وما حُكْمُ مَن لم يُوَفِّ واجبَ عظيم ذلك القَدْرِ أوْ قصَّرَ في حقِّ منصبِهِ الْجليلِ قلامة ظُفْرٍ، وَأنْ أجمعَ لك ما لأسلافِنا وأئمتِنا في ذلك مِن مقالٍ، وأُبَيِّنَهُ بتنزيلِ صُوَرٍ وأمثالٍ… ولمّا نويتُ تقريبَهُ، ودرجتُ تبويبَهُ، ومَهَّدْتُ تأصيلَهُ، وخلصتُ تفصيله، وانتحيتُ حصره وتحصيلَهُ، ترجمتُه: بِـ (الشِّفا بتعريفِ حقُوقِ المُصْطَفَى)؛ صلى الله عليه وسلم، وحصرتُ الكلامَ فيه في أقسامٍ أربعةٍ: القسم الأول: في تعظيم العلي الأعلى لِقَدْرِ هذا النبيّ قولاً وفِعلاً، وتَوَجّه الكلام فيه؛ في أربعةِ أبوابٍ…

آخره

… قال مالك رحمه الله: <مَنْ شَتَمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ قُتِلَ، ومَن شتمَ أحداً من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم: أبا بكر، أو عمر، أو عثمان، أو معاوية، أو عمرو بن العاص؛ فإنْ قال: كانوا على ضلالٍ وكُفْرٍ؛ قُتِلَ. وإنْ شَتَمَهُم بغيرِ هذا مِن مُشاتمةِ الناسِ نكِّلَ نكالاً شديداً. وقال ابن حبيب: مَنْ غَلا مِنَ الشيعةِ إلى بُغْضِ عُثمان؛ والبراءة مِنه أُدِّبَ أدباً شديداً، ومَن زادَ إلى بُغضِ أبي بكرٍ وعُمر، فالعقوبةُ عليه أشدّ، ويُكرَّرُ ضربُهُ، ويُطالُ سِجْنُهُ حتى يَمُوْتَ، ولا يبلُغُ به القتل إلا في سَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم… ورُوي عن مالك: <مَنْ سَبَّ أبا بكرٍ جُلِدَ، ومَنْ سَبَّ عائشةَ قُتِلَ. قِيْلَ لَهُ: لِمَ؟ قال: مَنْ رَمَاها؛ فَقْدَ خالفَ القرآنَ…> قال القاضي؛ رضي الله عنه: هنا انتهى القول بنا فيما حررناه، وانتجزَ الغرضُ الذي انتحيناهُ، واستُوْفِي الشرْطُ الذي شَرطناهُ مِمّا أرجو أنْ يكونَ في كُلِّ قِسْمٍ مِنْهُ لِلمُريدِ مقْنَع، وفي كلِّ بابٍ مَنهجٌ إلى بغيتِهِ ومَنْزَعٌ… وإلى الله تعالى؛ جزيل الضراعة في الْمِنَّةِ بقَبولِ ما مِنْهُ لوجهِهِ، والعفو عمّا تخلّله من تزيُّن وتصنُّعٍ لِغيرِهِ… ويخصّنا بخصيصي زُمرةِ نبِيِّنا وجماعتِهِ، ويحشُرنا في الرعيل الأول، وأهل الباب الأيمن من أهلِ شفاعتِهِ. ونحمده تعالى على ما هدى إليه من جَمْعِهِ، وألْهَمَ وفَتَحَ البصيرةَ لِدَرْكِ حَقائقِ ما أودعناه وفَهَّمَ، ونستعيذُه جَلَّ اسمُهُ من دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وعِلْمٍ لا ينفعُ، وعَمَلٍ لا يُرْفَعُ. فهو الجوادُ الذي لا يخيبُ مَنْ أَمَّلَهُ، ولا ينتصرُ مَنْ خَذَلَهُ، ولا يَرُدُّ دَعوةَ القاصِدينَ، ولا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفسِدين، وهو حَسْبنا ونِعْمَ الوكيل.

الوضع العام

خطّ التعليق النفيس، والغلاف جلد عثماني نفيس ملون ومذهب، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، والثانية والأخيرة مذهبتان، وكافة الصفحات لها إطارات مذهبة عريضة، وعلامات الوقف مذهبة من أول المخطوط إلى آخره، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر وفوقها خطوط ذهبية، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48948.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – الشفا بتعريف حقوق المُصْطَفَى”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *