العنوان |
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز |
---|---|
المؤلف |
محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، (ت817هـ/ 1415م) |
رقم المخطوطة |
1405 |
عدد الأسطر |
25 |
عدد الأوراق وقياساتها |
495، الورقة (218 × 154) الكتابة (157 × 91) |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وقف دون إِدراك كُنْه عظَمته العلماءُ الرّاسخون، وأَصبح العلماء الشُّهَماء عند حقيقة كمال كبريائه وهم متحيّرون. أَبدى شوارق مصنوعاته فى عَنان الظُلْمة، فبها إِلى وحدانيّته يهتدون. العظيم الَّذى لا يحوم حول أَذيال جلاله الأَفكار والظنون، الحيّ القيّوم المنزَّه ساحةُ حياته عن تَطَرُّق رَيْب المَنون. وأَشهد أَن لا إِله إِلَّا الله وحده لا شريك له، شهادة تَسُرّ منَّا القلوبَ، وتُقِرّ منَّا العيون، وأَشهد أَنَّ محمداً عبده وصفيّه المبشَّر في <نون> بأَجرٍ غير ممنون. المرفوع إِلى المصعد الأَعلى والملائكة المقرّبون، حول ركابه يسيرون. النور الباهر الذى تلاشت عند ظهور براهينه وآياته المبطلون، وامَّحقَت عند ظهور معجزاته المشبِّهة والمعطِّلون. صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأَصحابه الذين أَئمّةُ الهُدَى بهم يهتدون، وأَزِمَّة القُدَى بهم يَقتدون. وبعد: فهذا كتاب جليل، ومصنَّف حفيل، أوتمَرتْ بتأْليفه الأَوامر الشريفة، العالية المولوية الإِماميَّة السُّلطانيَّة العلَّاميَّة، الهُمَاميَّة الصَّمصاميَّة الأَعدليَّة الأَفضليَّة السَّعيديَّة الأَجلِّيَّة المَلَكيَّة الأَشرفية، ممهِّد الدُّنيا والدِّين، خليفة الله في العالَمين، أَبو العبَّاس، إِسماعيل بن العبَّاس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول. خلَّد سُلطانه، وأَنار في الخافقين برهانه. قصد بذلك ـ نَصَرَهُ اللهُ ـ جَمْع أَشْتَاتِ العلوم، وضمّ أَنواعِها، على تباين أَصنافها، فى كتاب مفرد؛ تسهيلاً لمن رام سَرْح النَّظر فى أَزاهير أَفنان الفنون، وتيسيراً لمن أَراد الاستمتاع برائع أَزهارها، ويانع ثمارها الغَضِّ المَصُون، وإِعانةً لمن قصد افتراع خرائدِها اللاتي كأَنهنَّ بَيض مكنون. فيستغني الحائز له؛ الفائز به عن حمل الأَسفار، في الأَسفار؛ حيث يجتمع له خزائن العلوم في سِفْر مخزون، ومجموعةٍ يتحلَّى من أَغاريد مُسمِعاتها القلبُ المحزون، ويمتلئُ من أَطراف أَطْيَابها الطَّبْع الموزون. فاستعنت بتوفيق الله وتأْييده، ورتَّبته على مقدِّمة وستين مقصداً: المقدمة فى تشويق العالِم إِلى استزادة العلم الَّذي طلبُه فرْض، وتمييز العلوم بعضِها من بعض. المقصد الأَول: في لطائف تفسير القرآن العظيم. المقصد الثاني: في علم الحديث النبويّ وتوابعه. المقصد الثالث: في علوم المعارف والحقائِق… المقصد الخامس والخمسون: في علم قوانين الكتابة. المقصد السادس والخمسون: فى علم. المقدمة فى تشويق النفوس الفاضلة إلى الكمالات. اعلم أَنه لا شيء أَشنع ولا أَقبح بالإنسان، مع ما كرّمه الله وفضّله به: من الاستعدادات القابليّة لقبول الآداب، وتعلّم العلوم والصّنائع، من أَن يغفُل عن نفسه ويُهملها، حتّى تبقى عارية من الفضائل. كيف؟ وهو يشاهد أَنّ الدّوابّ والكلاب والجوارح المعلَّمة ترتفع أَقدارها، ويُتغالى في أَثمانها. وكفى في العِلم شرفاً وفخراً أَنَّ الله عزّ شأْنه وَصَف به نفسه، ومنح به أَنبياءَه، وخصّ به أَولياءَه، وجعله وسيلة إِلى الحياة الأَبديّة، والفوز بالسّعادة السّرمديّة، وجعل العلماءَ قُرَناءَ الملائكة المقرَّبين فى الإِقرار بربوبيّته، والاختصاص بمعرفته، وجعلهم وَرَثة أَنبيائه في العلم؛ أَشرف ما وُرِث عن أَشرف موروث… |
آخره |
… بصيرة في ذِكْرِ عيسى عليه السلام: وعيسى اسمٌ أعجميٌّ غير منصرف للعجمة والعلميّة. وقيل: اشتقاقه من العَيَس؛ وهو البَياضُ، والأَعْيَسُ: الجَمَلُ الأَبيض، وجمعه عِيسٌ. قيل له: عِيسَى لِبَياضِ لَونه، وقيل: من العَوْس وهو السّياسة، وأَصله عِوْساً قُلِبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، وقالوا: عيسى لأَنَّه ساسَ نفسه بالطَّاعة، وقَلْبَه بالمحبّة، وأُمَّته بالدّعوة إِلى ربّ العزَّة. وقد دعاه الله تعالى في القرآن بخمسة وعشرين اسماً دالّاً على مَدْحه وفضله… وقد ثبت في الصّحيحين أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: <ينْزِل عيسى بن مريم من السَّماء ويقْتل الدَّجَّال بباب لُدّ>، وأَحاديثه فى قصّة الدجّال مشهورة فى الصّحيح. وينزل عيسى حَكَماً عدْلاً رسُولاً، وإِنَّما يُصلِّي وراء الإِمام منَّا تَكْرِمة الله لهذه الأُمة. وجاء أَنه يتزوّج بعد نزوله ويُولَد له، ويُدْفن عند النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال بعضهم: |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ الواضح المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة والأخيرة مُذهّبة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة وملونة، وبدايات الاقتباسات مميزة بخطوط حمراء اللون فوقها، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 54158. |