Search
Search

نبذة عن كتاب مخطوطة – بيان معاني البديع

عنوان المخطوط: بيان معاني البديع ( ).
المؤلف: محمود بن عبد الرحمن، الأصفهاني، الشافعي ت 749هـ/ 1349م ( ).
عدد الأوراق: 390، المقاييس: 293 × 205 ـ 188 × 136، عدد الأسطر: (25).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، رَبِّ يَسِّر وأَعِنْ. الحمد لله الذي خلق الخلق ودعاهم إلى دار السلام، وهدَى أهل السعادة منهم بمقتضى مشيئته للإيمان والإِسْلام، فأوضح بالحُجّة البالغة مَحَجَّةَ الجنّة، وأَسَّسَ بُنيانَ الدِّين على الكِتاب والسُّنَّة، وشرع مشارع الأحكام، وبَيَّنَ مآخِذَ الحلال والحرام، وشَيَّد أركانَها بالمَشروعِ والمَعقولِ، ورفع قواعدَها بالفروع والأصول، وجعلَ أُمَّةَ نَبِيِّنا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، فاقتَبَسُوا مِن أنوار نبوَّتِهِ أحْسَنَ اقتباسٍ، وعصَمَهم في سُلوكِ سبيله عن الاجتماع على الضلال، فرَقَّاهم من حضيض النقصِ إلى ذروة الكمال، ويسّر لهم تنقيحَ مناطِ الأحكام، وتمهيد الأساس، وأمرَهم بردِّ الفروع إلى الأصول بالقياس، ودلَّهُم على معرفة الإيماء والاقتضاء وفحوى الخِطاب، ولطَفَ بهم بوضع الشرائط والعِلل والأسباب، والصلاة والسلام على خير البرية محمد صاحب المواهب السنية، المبعوث بالآيات الساطعة، المؤيَّد بالمُعْجِزَات القاطِعة، المرفوع ذِكره فوق السماء السابعة… أما بعد: فقد تطابق أربابُ العقلِ، وتوافقَ أصحابُ النقلِ؛ على أنّ أعزَّ المَطالِبِ، وأنْفَسَ المَواهِبِ، العِلم الذي هو ثمرة العقل؛ الذي هو أنفس الأشياء، وحياة القلبِ الذي هو رئيس الأعضاء… فأشرف العلوم وأنفعها، وأكمل المعارِفِ وأرفعها، هو العلوم الشرعيَّة، والمعارف الدينيّة، إذ بها ينتظِمُ الصلاحُ للعباد، ويُغتنمُ الفلاحُ في المعاد، مَن تجلّى بها فقد فاز باللّذّةِ العُظمى، وجنة الخلد وملك لا يبلى، ومَن تخلّى عنها نحشره يوم القيامة أعمى. وكان أصول الفقه من جملتها في الدرجات العُلى… وقد صَنَّفَ فيه عُلماءُ المذاهبِ، فُضلاءُ المشارقِ والمغاربِ كُتُباً شريفة، وزُبُراً لطيفة… غير أنّ كتاب البديع من مؤلفات الشيخ الإمام، الحبر الهمام، جامع الأصول والفروع، ناظم المعقول والمشروع، أُسوة المحققين، قُدوة الْمُدقّقين، مظفّر الملّة والدين، أبي العباس أحمد بن علي بن ثعلب (تغلب)، المعروف بابن الساعاتي (ت 694هـ/ 1295م ( )) البغدادي، تغمَّدَهُ الله بغُفرانه، وأسكنه غُرَفَ جِنانِهِ، اختصَّ مِن بَينها بِمَزايا لا مزيدَ عَلَيْهَا، فإنّهُ عُلِمَ بالاستقراء: أنّ خيرَ تصنيفٍ في هذا الفنّ في مذهبِ الإمام الشافعي رضي الله عنه: كتاب الإحكام. وأحسن ما أُلِّفَ في مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أُصُولُ الفقه لِفَخْرِ الإِسْلام البزدويّ… والبديعُ مُحيطٌ بِمُلخّصِ ما في الإحكام؛ شاملٌ لِخُلاصةِ أُصولِ فَخْرِ الإِسْلام، مُقرِّب منهما البعيد، مؤلِّف للشريد، مُعبِّد للطريقين، مُعرِّف للاصطلاحين، متضمِّن لزيادات شريفة، مصدّر بقواعد منقّحةٍ لطيفة، مُهذّب فيه الفصّ واللُّباب، مُحرّر فيه مذهب صاحِبِهِ الذي هو أصل الباب. وقد اقترح مني جماعةٌ من أصحابي، وطائفةٌ من أحبابي أنْ أشرَحَ له شَرْحاً يُدقِّقُ حَقائِقَهُ، ويُحقّقُ دقائقَهُ… وَشَرَعْتُ في تحصيلِ مُلتَمَسِهم ومأمُولِهِم، وَسَمَّيْتُهُ: ببيان معاني البديع؛ وَوَسَمْتُهُ باسمِ مَنْ دوَّخَ مُلوكَ الأمم، ونصرَ العِلمَ والعَلَم… مولانا السلطان الملك الناصر… مَلِك العرب والعجم والتُّرك، إمام الْمُتقين، أبي المعالي، محمد بن مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدين ( )، أبي الفتح قلاون ( )، مَدَّ اللهُ لسُلطانِهِ على الأُمَّةِ ظِلّا… قوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الخيرُ دأبُكَ اللهم؛ يا واجِبَ الوُجودِ، والفَيْضُ شِعارُك يا واسِعَ الرَّحمةِ والْجود…
آخره:… قوله: فصل: تَرْجِيْحُ القِيَاسِ بِمِثْلِهِ فاسِدٌ لانفِرَادِهِ بالْعِلِّيَّةِ وبِغَلَبَةِ الأَشْبَاهِ، كَقَوْلِهِمْ: الأخُ يُشْبِهُ الْوَلَدَ بالْمَحْرَمِيَّةِ، وابنَ الْعَمِّ بِسَائِرِ الْوُجُوْهِ، كَوَضْعِ الزَّكَاةِ، وَحِلِّ الْحِلِّيَّةِ، وَقَبُوْلِ الشَّهادَةِ، وَوُجُوْبِ القِصَاصِ، فَكَانَ أَوْلَىْ، لأَنَّ كُلَّ شَبَهٍ كَالْقِيَاسِ، فَكَانَ كَالأوَّلِ، وبِالعُمُوْمِ؛ كَقَوْلِهِمْ: الطُّعْمُ أحَقُّ؛ لأنَّهُ يَعُمُّ القَلِيْلَ والْكَثِيْرَ. قُلْنَا: الوَصْفُ فَرْعُ النَّصِّ، والعامُّ كالْخَاصِّ عِنْدَنَا… قال أصحابُ أبي حنيفة رحمه الله: العِلَّةُ فرْعُ النَّصِّ لما ثَبتَ أنَّ ثُبُوتَ الْحُكْمِ بِالْعِلَّةِ فَرْعٌ لِثُبُوتِهِ بِالنَّصِّ، والنَّصُّ الْمُخْتَصَرُ، لا يَتَرَجَّحُ عَلَى النَّصِّ الْمُطَوَّلِ؛ فكَذلك العِلَّة التي فيها قِلَّةُ الوصْفِ؛ لا تترجّح على العِلَّةِ التي فيها كَثْرَةُ الوصفِ؛ لأنَّ العِلَّةَ فَرْعُ النَّصِّ، ولأنَّ القِلَّةَ والكَثْرَةَ صُورةُ العِلَّةِ، والتَّرْجِيْح إنَّما يَتَحَقَّقُ باعتبارِ المَعاني الْمُؤَثِّرَةِ، ولا يَتَحَقَّقُ فيها الاخْتِصَارُ وَالتَّطويلُ.
وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَاب؛ وَإلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآب.
قال المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ في آخِر نُسختِهِ: وَقَعَ الفراغُ مِن تأليفِهِ ظُهْرَ يومِ الخميس الرابع والعشرين من شوال، سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة (733) هجرية/ 1333م.
تمتْ هذه النسخة المباركة على يد أفقر عباد الله، وأحوجهم إليه: عَلِيّ بن جمال الدين التبريزي ( )، في يوم الاثنين من شهر المبارك شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة (751)، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وأصحابه أجمعين.
ملاحظات: الناسخ: علي بن جمال الدين التبريزي. تاريخ النسخ: يوم الاثنين شوال سنة 751 هـ/ 1350م. الوضع العام: خطّ النسخ الخالي من النقط أحياناً، والعناوين وكلمة مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وعَليه تملّك، والغلاف جلد، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 49818.

بيانات كتاب مخطوطة – بيان معاني البديع

العنوان

بيان معاني البديع

المؤلف

محمود بن عبد الرحمن، الأصفهاني، الشافعي ت 749هـ/ 1349م

رقم المخطوطة

410

عدد الأوراق

390

عدد الأسطر

25

تاريخ النسخ

يوم الاثنين شوال سنة 751 هـ/ 1350م

الناسخ

علي بن جمال الدين التبريزي

المقاييس

293 × 205 ـ 188 × 136

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، رَبِّ يَسِّر وأَعِنْ. الحمد لله الذي خلق الخلق ودعاهم إلى دار السلام، وهدَى أهل السعادة منهم بمقتضى مشيئته للإيمان والإِسْلام، فأوضح بالحُجّة البالغة مَحَجَّةَ الجنّة، وأَسَّسَ بُنيانَ الدِّين على الكِتاب والسُّنَّة، وشرع مشارع الأحكام، وبَيَّنَ مآخِذَ الحلال والحرام، وشَيَّد أركانَها بالمَشروعِ والمَعقولِ، ورفع قواعدَها بالفروع والأصول، وجعلَ أُمَّةَ نَبِيِّنا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، فاقتَبَسُوا مِن أنوار نبوَّتِهِ أحْسَنَ اقتباسٍ، وعصَمَهم في سُلوكِ سبيله عن الاجتماع على الضلال، فرَقَّاهم من حضيض النقصِ إلى ذروة الكمال، ويسّر لهم تنقيحَ مناطِ الأحكام، وتمهيد الأساس، وأمرَهم بردِّ الفروع إلى الأصول بالقياس، ودلَّهُم على معرفة الإيماء والاقتضاء وفحوى الخِطاب، ولطَفَ بهم بوضع الشرائط والعِلل والأسباب، والصلاة والسلام على خير البرية محمد صاحب المواهب السنية، المبعوث بالآيات الساطعة، المؤيَّد بالمُعْجِزَات القاطِعة، المرفوع ذِكره فوق السماء السابعة… أما بعد: فقد تطابق أربابُ العقلِ، وتوافقَ أصحابُ النقلِ؛ على أنّ أعزَّ المَطالِبِ، وأنْفَسَ المَواهِبِ، العِلم الذي هو ثمرة العقل؛ الذي هو أنفس الأشياء، وحياة القلبِ الذي هو رئيس الأعضاء… فأشرف العلوم وأنفعها، وأكمل المعارِفِ وأرفعها، هو العلوم الشرعيَّة، والمعارف الدينيّة، إذ بها ينتظِمُ الصلاحُ للعباد، ويُغتنمُ الفلاحُ في المعاد، مَن تجلّى بها فقد فاز باللّذّةِ العُظمى، وجنة الخلد وملك لا يبلى، ومَن تخلّى عنها نحشره يوم القيامة أعمى. وكان أصول الفقه من جملتها في الدرجات العُلى… وقد صَنَّفَ فيه عُلماءُ المذاهبِ، فُضلاءُ المشارقِ والمغاربِ كُتُباً شريفة، وزُبُراً لطيفة… غير أنّ كتاب البديع من مؤلفات الشيخ الإمام، الحبر الهمام، جامع الأصول والفروع، ناظم المعقول والمشروع، أُسوة المحققين، قُدوة الْمُدقّقين، مظفّر الملّة والدين، أبي العباس أحمد بن علي بن ثعلب (تغلب)، المعروف بابن الساعاتي (ت 694هـ/ 1295م ( )) البغدادي، تغمَّدَهُ الله بغُفرانه، وأسكنه غُرَفَ جِنانِهِ، اختصَّ مِن بَينها بِمَزايا لا مزيدَ عَلَيْهَا، فإنّهُ عُلِمَ بالاستقراء: أنّ خيرَ تصنيفٍ في هذا الفنّ في مذهبِ الإمام الشافعي رضي الله عنه: كتاب الإحكام. وأحسن ما أُلِّفَ في مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أُصُولُ الفقه لِفَخْرِ الإِسْلام البزدويّ… والبديعُ مُحيطٌ بِمُلخّصِ ما في الإحكام؛ شاملٌ لِخُلاصةِ أُصولِ فَخْرِ الإِسْلام، مُقرِّب منهما البعيد، مؤلِّف للشريد، مُعبِّد للطريقين، مُعرِّف للاصطلاحين، متضمِّن لزيادات شريفة، مصدّر بقواعد منقّحةٍ لطيفة، مُهذّب فيه الفصّ واللُّباب، مُحرّر فيه مذهب صاحِبِهِ الذي هو أصل الباب. وقد اقترح مني جماعةٌ من أصحابي، وطائفةٌ من أحبابي أنْ أشرَحَ له شَرْحاً يُدقِّقُ حَقائِقَهُ، ويُحقّقُ دقائقَهُ… وَشَرَعْتُ في تحصيلِ مُلتَمَسِهم ومأمُولِهِم، وَسَمَّيْتُهُ: ببيان معاني البديع؛ وَوَسَمْتُهُ باسمِ مَنْ دوَّخَ مُلوكَ الأمم، ونصرَ العِلمَ والعَلَم… مولانا السلطان الملك الناصر… مَلِك العرب والعجم والتُّرك، إمام الْمُتقين، أبي المعالي، محمد بن مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدين ( )، أبي الفتح قلاون ( )، مَدَّ اللهُ لسُلطانِهِ على الأُمَّةِ ظِلّا… قوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الخيرُ دأبُكَ اللهم؛ يا واجِبَ الوُجودِ، والفَيْضُ شِعارُك يا واسِعَ الرَّحمةِ والْجود…

آخره

… قوله: فصل: تَرْجِيْحُ القِيَاسِ بِمِثْلِهِ فاسِدٌ لانفِرَادِهِ بالْعِلِّيَّةِ وبِغَلَبَةِ الأَشْبَاهِ، كَقَوْلِهِمْ: الأخُ يُشْبِهُ الْوَلَدَ بالْمَحْرَمِيَّةِ، وابنَ الْعَمِّ بِسَائِرِ الْوُجُوْهِ، كَوَضْعِ الزَّكَاةِ، وَحِلِّ الْحِلِّيَّةِ، وَقَبُوْلِ الشَّهادَةِ، وَوُجُوْبِ القِصَاصِ، فَكَانَ أَوْلَىْ، لأَنَّ كُلَّ شَبَهٍ كَالْقِيَاسِ، فَكَانَ كَالأوَّلِ، وبِالعُمُوْمِ؛ كَقَوْلِهِمْ: الطُّعْمُ أحَقُّ؛ لأنَّهُ يَعُمُّ القَلِيْلَ والْكَثِيْرَ. قُلْنَا: الوَصْفُ فَرْعُ النَّصِّ، والعامُّ كالْخَاصِّ عِنْدَنَا… قال أصحابُ أبي حنيفة رحمه الله: العِلَّةُ فرْعُ النَّصِّ لما ثَبتَ أنَّ ثُبُوتَ الْحُكْمِ بِالْعِلَّةِ فَرْعٌ لِثُبُوتِهِ بِالنَّصِّ، والنَّصُّ الْمُخْتَصَرُ، لا يَتَرَجَّحُ عَلَى النَّصِّ الْمُطَوَّلِ؛ فكَذلك العِلَّة التي فيها قِلَّةُ الوصْفِ؛ لا تترجّح على العِلَّةِ التي فيها كَثْرَةُ الوصفِ؛ لأنَّ العِلَّةَ فَرْعُ النَّصِّ، ولأنَّ القِلَّةَ والكَثْرَةَ صُورةُ العِلَّةِ، والتَّرْجِيْح إنَّما يَتَحَقَّقُ باعتبارِ المَعاني الْمُؤَثِّرَةِ، ولا يَتَحَقَّقُ فيها الاخْتِصَارُ وَالتَّطويلُ.

الوضع العام

خطّ النسخ الخالي من النقط أحياناً، والعناوين وكلمة <قوله> مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، وعَليه تملّك، والغلاف جلد، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 49818.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :