مخطوطة – تفصيل عقد الفوائد بتكميل قيد الشرائد

عنوان المخطوط: تفصيل عقد الفوائد بتكميل قيد الشرائد ( ).
المؤلف: عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن مَحْمُوْد، ابن الشحنة، الحلبي، الحنفي، سري الدين، أبو البركات ت 921 هـ/ 1515م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 248، الورقة: 210 × 142 ـ 168 × 076، عدد الأسطر: (27).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله محكم الشرع الشريف ومؤيده، ورافع المذهب المنيف ومشيّده، باعث سيدنا محمد ومسدّده، وهاديه إلى الصراط المستقيم ومرشده، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير خلقه بعد الأنبياء وأفضل أَعْبُدِهِ، وسلم تسليماً لا انتهاء لمدده. وبعد فإنَّ القصيدة الموسومة: بقيد الشرايد ونظْمِ الفرائد، لما كانت في بابها عديمة النظير، جامعة من غرايب الفقه لِلْجَمِّ الغفير، أحفظني والدي أمتع الله بحياته نظم فوائدها، وحثني على الاجتهاد في تحصيل شرائدها، فكنتُ أطالع شرحَها للمؤلف الموسوم بعقد القلائد، وهو كتاب جليل جَمُّ الفوائد، غير أنه أطنب فيه وأطال، واعتقاده أنه اختصر وأوجز المقال، وتعرَّض فيه إلى توجيه المسائل، وانتصب لإيراد الحجج والدلائل، غير أنّ الهِمم قصرتْ بعد أنْ كانت قاصرة، والأذهان فترتْ وكانت قبل فاترة، وضاق الزمان على الطلاب لاشتغالهم بذا الاكتساب، وتفرقهم أيدي سبأ ( ) في فنون الأسباب، فرأيتُ حال المطالعة أنّ أُلَخِّصَّ عليها منه تعليقاً، وأسلك فيه من شعابه طريقاً، أقتصرُ فيه على عزْوِ المسألة وتصويرها، من غير تعرُّضٍ إلى توجيه، ولا بيان دليل في تقريرها، وربما زِدْتُّ قيداً أهمله، وألحقتُ فرعاً غريباً من النَّظْمِ أغْفِلُهُ، وربما عسر فَهْمُ المُراد من بعض أبياته، فغيَّرته بأوضح منه مع إثباته، ومَيَّزتُ ذلك كما تراه ـ إن شاء الله تعالى ـ في تضاعيف الكتاب، والله المُوفِّقُ للصواب، ووسمته بـ <تفصيل عقد الفرائد بتكميل قيد الشرائد> والله أسأل أن يسبغ عليه وَعَلَيَّ ثِيابَ فضْلِهِ العَمِيم… والله حسبي ونعم الوكيل
بِدَاءَتُنا بِالحَمْدِ للهِ أَجْدَرُ وَمَا لَيْسَ مَبْدُواً بِهِ فَهوَ أَبْتَرُ
البداءة: مصدر. قال المطرزي: كالقراءة، وصوّب ابن بري…
آخره:…
صلاة وتسليماً يفوحُ شذاهُما ومن فَيْحِهِ جودُ الوجودِ مُعطّرُ
الفيح: مصدر فاح الطِّيْبُ؛ إذا عبق والجود معروف، وهو الإحسان والكرم واللطف، وكل خصلة حميدة، وعطَّرت المكان بالتشديد: إذا فاحت فيه رائحة طَيِّبة، والحاصل أنه ختم بتعطير الصلاة والسلام المتقدّمين على من ذكر الموجود بعطرهما وطيبهما متواترين مؤبدين، يفوق أريجهما على كل عطر وطيب؛ ليكون ختامه مسك، بل أزكى وأعطر، وليكن هذا آخر الكلام في هذا المقام، ولنختم بالصلاة والتسليم على أكمل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والرضا عن التابعين، وسائر الأَئِمَّة المجتهدين، والعلماء الصالحين، والحمد لله رب العالمين…
وقد وقع الفراغ من تصنيف هذا الكتاب بعد شهر رمضان المعظم قدره وحرمته، من شهور سنة خمس وثمانين وثمانمائة 885 هـ.
ثم اتفق الفراغ من تهذيبه وتحريره في هذه النسخة المباركة وقت الضحى من يوم السبت المبارك، الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، سنة خمس وتسعين وثمانمائة 895 هـ على يد مؤلفه الفقير الحقير: عبد البرّ بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود الحطلو الحنفي الحلبي، ثم القاهري، الشهير بابن الشحنة، تاب الله عليه توبة نصوحاً، وغفر له ولوالديه، ولمشايخه وأولاده وطلبته وأحبابه وأصحابه، إنه هو الغفور الرحيم.
وقد اشتهر هذا التأليف على ما لا يوجد مجموعاً في غيره من كُتُبِ المتقدمين والمتأخرين، فالمسؤول من الواقف عليه أن يُسْبِلَ ذيلَ الستر على ما وقع فيه من الخطأ والزلل، فإن العِصمة لا تثبت لغير الأنبياء، ويُصلحه ويغتفر في جنب ما تعبتُ فيه، وعنيت بتحريره وتقريره، على ما يعرف تفاصيله بالتأمُّل فيه، ولطال ما سهرتُ فيه الليالي، وكديتُ فيه الفكرة، وأعملتُ الروية، والله تعالى المسؤول أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم، ويرزقه القَبول، إنّه بالإجابة حقيق جدير.
انتهى ما وُجد منقولاً من خطِّ مؤلِّفِهِ الأستاذ العالم العامل المحقق الكامل دقيق النظر، مفتي البشر، معدن الأحاديث النبوية، ومجمع الآثار الهاشمية، الفائق في عِلم الأصول والفروع، الجامع بين المعقول والمسموع. له لسانٌ تبهرُ السيوفَ ذلاقته، وبيانٌ تسحرُ العقولَ رشاقته، أيَّدَ اللهُ به الدين، ونفع به المسلمين، إنه على كل شيء قدير.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة ومقابلة على مخطوطة المؤلف. وفي أوله فهرس في صفحتين مُجدولة ومُلوّنة، الوضع العام: خطّ التعليق الواضح، والصفحة الأولى مذهّبة وملوّنة، وجميع الصفحات لها إطارات مُذهبة، ومتنُ القصيدة المنظومة مكتوبٌ باللون الأحمر ومضبوط بالحركات، وكذلك العناوين والفواصل، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني ملون ومذهب، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51429.