العنوان |
حاشية على سورة النساء في التفسير |
---|---|
المؤلف |
محمد بن إبراهيم الدروري، المصري، سري الدين ت بعد 1070 هـ/ 1660م |
رقم المخطوطة |
1452-4 |
عدد الأسطر |
29 |
تاريخ النسخ |
سنة 1056 هـ/ 1646م |
عدد الأوراق وقياساتها |
163/ ب ـ 223/ آ، الورقة (136 × 250) الكتابة (75 × 180) |
أوله |
الحمد لله الذي أنشأ بِيَدِ الإبداعِ صورةَ الإنسانِ إنشآء، وبثّ منها على بساط البسيطة رجلاً كثيراً ونساء، وجعل أذهان الكَمَلَةَ منهم مرايا صُوّرِ العلوم، وآذانهم كنوز خفايا هي السُّها إنْ قِيْستْ بالنجوم، والصلاة والسلام على سيد الأنام، الواصل بحبل مكارمه الأرحام، وعلى آله الكرام، وأصحابه الأعلام، ما قرأ الهزارُ في مدارس الروض من أوراق الزهور؛ تفسير آي التوحيد، ورَقَم على حواشي الممكنات دقائق حقائق التقديس والتمجيد. فيقول المعتصم بحبل الله المتين؛ محمد سري الدين: لَمَّا كانت السُّنّة في وفود العلماء على الملوك بعد اقتحامهم غمرات المهالك في أودية السلوك؛ أن يُزينوا خزائن مفاخرهم بنفائس المباحث العِلميّة، ويُحلُّوا تاجَ مآثرهم بجواهر المحامد العليّة، كيف وهي التي بها يشرّفُ الخلفُ السلفَ، ويتباعد شأوهم في المجد حتى يُعَدَّ واحدٌ بألف. وكان سلطانُ عصرنا نتيجة مقدمات الملوك الغابرة، وثمرة دوحة الخلافة الزاهرة، قد فاقهم بالتحلي بأنواع العلوم، وطلع في أُفُقِ المكارم بينهم طُلوعَ البدر خلال النجوم، وتوجّه نظر عنايته إلى نشر ما انطوى من العلماء في رمس الخفاء، وأحيا ما اندرس من رسم العلوم وعفا، فبسط بساط الألطاف، وجدّد فيهم سُنّته سَمِيُّهُ خليل الرحمن في قِرى الأضياف، خلّد الله تعالى ظِلال رأفته على مفارق البَريّة، وحرس دولته العلية؛ بعين الكلأ الربانية. وكنت حين ألقيت عصا التسيار بمحروسة القسطنطينية؛ بعدما علّقتُ كثيراً من المباحث على تفسير سورة النساء؛ بالديار المصرية، حاولت إتمام السورة بهذه الديار؛ غبّ ما رغب إلى أعيان عُلمائها من سائر الأقطار، فإذا راحلة الدرس قد وقفت عند الرحلة على قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} ( ). فطِرتُ فرحاً وسروراً، وناداني هاتف الغيب بلسان البُشرى: أن سيبلغ موسى الخط من مقام الكرامة طورا. وها قد أهديتُ إلى خزينة كُتُبِه العامرة نسخة تكون إن شاء الله تعالى لها حرزاً، وعلى لواء مباهاة الملوك طرزا… وها أنا أشرع في المقصود؛ مستمداًّ من فيّاض الجود. قأقول: اعلم أن مقصود هذه السورة هو الاجتماع على التوحيد الذي هدتْ إليه آل عمران… |
آخره |
… قوله: مَن قرأ سورة النساء؛ إلخ. قال الإمام السيوطي: هذا موضوع. والله سبحانه أعلم. قال مؤلفه رحمه الله تعالى: كان ختام هذه التعليقة ليلة الأربعاء لعشرين من شوال المنتظم في سلك شهور سنة ستٍّ وخمسين وألف 1056 هـ/ 1646م. من قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا …} إلى آخر السورة ( )، بالقسطنطينية أثناء وعثاء السفر، وفرط الكدر، ووحشة الغربة، وفقد مؤنس ولو بالصحبة، فالمرجوم من الإخوان، بسْط العذر إنْ عثروا على شيء من الهذيان، والله المستعان وعليه التكلان، والحمد لله ملئ الميزان، والصلاة والسلام على المبعوث بأشرف الأديان، وعلى آله وأصحابه وتابعيه بإحسان. قاله وكتبه مؤلِّفُهُ الفقير المذنب الحقير؛ محمد سري الدين، عامله الله تعالى بالألطاف في كلّ حين. |