مخطوطة – شرح التترية

عنوان المخطوط: شرح التترية ( ).
المؤلف: أبو الوفاء محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن الحسين العرضي، الحلبي، الشافعي، أبو الوفاء ت 1071 هـ/ 1661م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 67/ ب ـ 80/ ب، الورقة: 197 × 121 ـ 152 × 071، عدد الأسطر: (21).
أوله: حكي عن بعض الأدباء، كان له غلام يدعي تَتَراً؛ يرى الشمس بغُرَّتِهِ، والبدرَ بطلعَتِهِ، ويتزيا من عِشْقِهِ بِأبهى طُرُزِهِ، ويفديهِ بكلِّ ما عزَّ، ويرتاح إليه ارتياحَ الوارد للفُرات البارد، ويُرَقْرِقُ في حجرِ هواه دَمْعَ اليتيم، وينثرُ فيه كل عِقْدٍ نَظيم، يَتَقَطُّع من الرِّقَةِ والرَّشاقةِ، ويذوب من الملاحَةِ واللّباقة. ومِن خَبَرِ هذا الشاعر أنه قدِمَ بغدادَ ومعه الغُلامُ في بعض السنين؛ قاصداً زيارة <الطَّفِّ وَالنَّجَفِ> ( )، وبها الشريف المُرتضى أبو القاسم علي بن الحسن الموسوي، وهو القائمُ إذْ ذاكَ بأمرِ نقابةِ الأشراف العلويين، بعد أخيه الشريف الرضي أبي الحسن، وقد انتهت إليه الرياسة… فاحتفل الشاعر بهديةٍ قدَّمَها إليه صُحبةَ غُلامِهِ <تَتَر> المزبور، فَقَبِلَ الهديةَ، وأدخلَ الغلامَ من جُملتِها، وزَهتْهُ الجراءةُ الهاشميّةُ، والسلطنية النبوية؛ عن أنْ يقولَ له كما قال البحتريُّ لمحمد بنِ عليٍّ القُمِّيِّ، وقد أهدى إليه نبيذاً مع غُلامٍ حَسَنِ الوجهِ والشمائِلِ فجَمشه:
أبا جَعْفَرٍ كَانَ تَجْميشُنَا غُلامَكَ إحدى الهَناتِ الدّنِيّهْ
بَعَثْتَ إلَيْنَا بِشَمْسِ المُدا مِ، تُضِيءُ لَنا معْ شمسِ البرِيّهْ
فلَيتَ الهَدِيّةَ كانَتْ رسُولاً وَلَيتَ رسُولَكَ كانَ الهِدِيّهْ
فلما قَرَعَ سَمعَهُ نعي قبول الغلام في جملة الهدية، وبُشّر بالعذاب الأليم، تململ تملمُل السليم… وكتب إلى الشريف الموسوي بهذه القصيدة التي يُتَغَنَّىْ بِها لِرِقَّتِها، وحلاوتِها في استبقاءِ مُهجتِهِ بِرَدِّ غُلامِهِ، ونَفَثَ فيها نفثة المَصْدور، وصرّخ تصريخ مَن أذهلته الحادثة؛ عن تخوُّفِ العاقبة على اعتقاده، وأبان عما يخالفُ الشيعة الإمامية عن أهل السُّنَّةِ والجماعة، ثم تخلّص مع الإطالة أحسن التخلُّصِ، وسلِم من التكلُّفِ والتلصُّص:
عَذَّبْتَ طَرْفيَ بالسَّهَرْ وأَذَبْتَ قلبيَ بالفِكَرْ
وبدلتَ صفْوَ مودَّتي من بَعد بُعْدِكَ بالكَدَرْ
وَنَحَلْتَ جُثماني الضَّنَى وَكَحلْتَ جفَنْيَ بالسَّهَرْ
وجَفَوْتَ صَبّاً ما لَهُ عن حُسْن وجهك مُصْطَبَرْ
يا قلبُ ويْحَكَ كم تُخا دَعُ بالغُرُورِ وكَمْ تُغَرْ
وإِلامَ تكْلَفُ بالأَغَنْ نِ مِن الظباءِ وبالأَغَرّ
ريمٌ يُفَوّقُ إنْ رما كَ بِسَهمِ ناظِرِهِ النَظَرْ
تَرَكَتْكَ أَعْيُنُ تَرْكُهَا من بأسهنَّ على خَطَرْ
وَرَمَتْ فَأَصمَت عَن قِسيْ يٍ ما بِباطِنِها وتَرْ
تَلْهُو وَتَلعَب بالعُقُو لِ عُيُونُ أبناءِ الخَزَرْ
الخزر: بالتحريك: ضيق العين وصغرها، يقال: رجلٌ أخزر، وقوم خزر…
آخره:… إلى أن يقول فيها، فإنها طويلة، وقد اقتصرت على عيونها:
وَأَقول في يومٍ تَحا رُ لَهُ البَصائرُ وَالفِكَرْ
والصُّحُفُ يُنْشَرُ طَيُّهَا والنّارُ ترمي بالشَّرَرْ
هذا الشّريفُ أَضَلَّنِي بَعدَ الهداية والنَّظَرْ
فَيُقالُ خُذ بِيَدِ الشَّرِيْـ ـفِ فَمُسْتَقَرٌّ كَمَا سَقَرْ
وحيث زجّت بنا هذه القصيدة إلى ذِكر بعض قواعد الشيعة الإمامية… فمن ذلك قصيدة يهنئ بها أباه، وقد رُدّت إليه نقابة الطالبيين، والنظر في المظالم والحج بالناس، بعد أن انفصل عن هذه الأعمال كلها بأبي الحسن محمد بن عمر:
انظر الى الأيام كيف تعودُ وَإلى المَعَالي الغُرّ كَيْفَ تَزِيدُ
وَإلى الزّمَانِ نَبَا، وَعاوَدَ عَطْفَهُ فارتاح ظمآن واورق عودُ
قد عاودَ الأيامَ ماءُ شبابها فالعيش غضٌ والليالِي عِيْدُ
اقبال عزٍّ كالأسنة مُقبلٌ يمضي وجدٌّ في العلاء جديدُ
وعُلاً لأبلج من ذؤابة هاشِمٍ يُثني عليه السُّؤددُ المعقودُ
قد فاتَ مطلوباً وأدركَ طالباً ومُقارِعُوهُ على الأُمورِ قعودُ
مَا السّؤدُدُ المَطْلُوبُ إلّا دونَ ما يُرمَى إليهِ السؤدُدُ المولودُ
فَإذا هُمَا اتّفَقَا تَكَسّرَتِ القَنَا إنْ غالباً وتضعضعَ الجلمودُ
ثم ساق محمد أفندي العرضي من شعر الرضي غير هذه الأبيات، وترجمَ عدداً من الشيعةِ وافِراً، غَيْرَ الشريف الرضي، ولا حاجة في تراجمهم. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد صلاةً يتجدد بها حُبُوْرُهُ، ويتشرّف في المِيعاد بَعْثُهُ ونُشُوْرُهُ، ورضي اللهُ تعالى عن أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وعَليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، وأزواجِهِ الطاهراتِ أُمَّهاتِ المؤمنين، والحمد لله رب العالمين. تم.
ملاحظات: خطّ النسخ، الناسخ: إبراهيم بن مصطفى السيد خليل. تاريخ النسخ: سنة 1212 هـ/ 1798 م. وباقي مواصفاته مطابقة لمواصفات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 1471/ 1. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 967.

رمز المنتج: mrgp2366 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

شرح التترية

المؤلف

أبو الوفاء محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن الحسين العرضي، الحلبي، الشافعي، أبو الوفاء ت 1071 هـ/ 1661م

رقم المخطوطة

1471-9

عدد الأسطر

21

تاريخ النسخ

سنة 1212 هـ/ 1798 م

الناسخ

إبراهيم بن مصطفى السيد خليل

عدد الأوراق وقياساتها

67/ ب ـ 80/ ب، الورقة: 197 × 121 ـ 152 × 071

أوله

حكي عن بعض الأدباء، كان له غلام يدعي تَتَراً؛ يرى الشمس بغُرَّتِهِ، والبدرَ بطلعَتِهِ، ويتزيا من عِشْقِهِ بِأبهى طُرُزِهِ، ويفديهِ بكلِّ ما عزَّ، ويرتاح إليه ارتياحَ الوارد للفُرات البارد، ويُرَقْرِقُ في حجرِ هواه دَمْعَ اليتيم، وينثرُ فيه كل عِقْدٍ نَظيم، يَتَقَطُّع من الرِّقَةِ والرَّشاقةِ، ويذوب من الملاحَةِ واللّباقة. ومِن خَبَرِ هذا الشاعر أنه قدِمَ بغدادَ ومعه الغُلامُ في بعض السنين؛ قاصداً زيارة <الطَّفِّ وَالنَّجَفِ> ( )، وبها الشريف المُرتضى أبو القاسم علي بن الحسن الموسوي، وهو القائمُ إذْ ذاكَ بأمرِ نقابةِ الأشراف العلويين، بعد أخيه الشريف الرضي أبي الحسن، وقد انتهت إليه الرياسة… فاحتفل الشاعر بهديةٍ قدَّمَها إليه صُحبةَ غُلامِهِ <تَتَر> المزبور، فَقَبِلَ الهديةَ، وأدخلَ الغلامَ من جُملتِها، وزَهتْهُ الجراءةُ الهاشميّةُ، والسلطنية النبوية؛ عن أنْ يقولَ له كما قال البحتريُّ لمحمد بنِ عليٍّ القُمِّيِّ، وقد أهدى إليه نبيذاً مع غُلامٍ حَسَنِ الوجهِ والشمائِلِ فجَمشه:

آخره

… إلى أن يقول فيها، فإنها طويلة، وقد اقتصرت على عيونها:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – شرح التترية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *