مخطوطة – شرح ديوان المتنبي

نبذة عن كتاب مخطوطة – شرح ديوان المتنبي

عنوان المخطوط: شرح ديوان المتنبي ( ).
المؤلف: علي بن أحمد الواحدي، الشافعي، ت: 468 هـ/ 1076م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 223، الورقة 207 × 152 ـ 165 × 103، عدد الأسطر: (29).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على سوابغ النعم، وله الشكر على جلائل القسم، ربنا الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، فأنطقه بالحروف المعجمة التي هي صيغ الكلم منشورة منظومة، وخصه من بين الحيوان باللغة التي ينطق بها مسرودة مفهومة، وميزه بالبيان الذي فضل به العالم… أما بعد: فإن الشعر انقى كلام، وأعلى نظام، وأبعد مرقىً في درجة البلاغة، وأحسنه ذكرا عند الرواية والخطابة… وإن الناس منذ عصر قديم قد ولوا جميع الأشعار صفحة الإعراض مقتصرين منها على شعر أبي الطيب، نائين عما يُروى لسواه، وإن فاته وجاوز في الإحسان مداه… فتصديت بما رزقني الله تعالى من العلم، ويسّره لي من الفَهم لإفادة قصد تعلم هذا الديوان…
آخره:…
حَييٌّ مِن إلهي أنْ يراني وقد فارقتُ داركَ اصطفاكا
روى ابن جني ( ): واصطفاكا؛ بكسر الطاء… إلى الله عزّ وجل بتلك المفارقة والزهد في داره. وإنما يقول: أنا حيي من إلهي أن أفارقك وقد اصطفاك الله تعالى، ووكل إليك الأزراق والعباد، ألا تراه كيف بين وجه حيائه من الله تعالى إذ ذكر اصطفاه له، ولو لم يذكره لكان لا مخلص له من الحياء من الله تعالى بمفارقة دار عَضُد الدولة، هذا كلامه على هذا البيت في كتابيه: التجني؛ والفتح، وهو صحيح، والمعنى على ما قاله، والرواية الصحيحة: فتح الطا، والله تعالى أعلم.
وكان الفراغ من هذه النسخة المباركة نهار السبت تاسع شهر رجب الفرد ( ) المبارك، من شهور سنة تسع وعشرين ومائة وألف 1129 هـ، أحسن الله تعالى ختامها.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية؛ طالعها وصححها راغب پاشا. وقد كتب راغب پاشا في آخره: بلغ قراءة. وتوجد في اخره صفحة واحدة بخط راغب پاشا جاء فيها:
الله حسبي، وبه ثقتي. لما فارقنا تولية القاهرة، وطلقنا تلك السليطة الفاجرة، ونزلنا إلى ثغرها المسمى بالإسكندرية حتى ركبنا المراكب المعينة لنقلنا إلى البلاد الرومية، ابتدأنا قراءة هذا الديوان مع واحديّه على شيخنا الذي هو معريّ الزمان، أعني به الأديب الفاضل، والنحرير الكامل الشيخ أحمد الكردي الشامي، الشهير بين الأدباء بالقاموس الماشي ( )، فَأَجَلْنا جِيادَ أفكارِنا في ميادين هذا المنظوم والمنثور، وجرت بنا سفين أنظارنا في لُججِ تلك القوافي والبحور حتى انتهت بنا إلى غاية الإتمام، وأرسيناها في مرفأ الاختتام، وقد كنا أثناء ذلك لا يصيبنا من هذا السير والسُّرى؛ تعَب، ولا يمسنا من سفرنا هذا لغوب ولا نصب، إذ كنا كل يوم كأننا نازلون منزلاً من المتنزهات، وواردون منهلاً يحسده في عذوبته النيل والفرات، على حدِّ قول الشاعر في تفنن المسافر:
يوماً بحزوى ويوماً بالعذيب ويو ماً بالعقيق ويوماً بالخليصاء
مرة نسرح في مسارح الشاميات، وتارة ندور حول سواد العراقيات، وآونة ننتحي المصريات، وطوراً نؤمُّ العميديات والشرازيات، ففي كل مغنىً من المغاني نلتذُّ بنوع من لطائف المعاني الذي يستغنى به عن المثالث والمثاني، بعضها مما يتعلق بالحِكم والآداب، وبعضها مما يشوِّق إلى الطّعان والضِراب؛ ما بين خمريات تُسكِرُ الأسماعَ بالألفاظ، وبين قينيات تُرقِّق القلوبَ الغُلظَ بالألحاظ مع ما نمرُّ عليه من الرياض البديعة الآثار، التي من مطروقاتها زهر الآداب وربيع الأبرار، وذلك في مجالس آخرها ببلدة كوزلحصار؛ من أعمال آيدن من البلاد الرومية، لسنة اثنتين وستين ومائة وألف 1162 هـ/ 1749 م، من هجرة مَن له كل الفخار والشرف. كتبه الفقير إلى آلاء ربه ذي المواهب محمد المدعو بين أترابه بالراغب، والياً بتلك الأقطار، مُحصّلاً لنفود الآلام والأكدار، حشره الله تعالى في زمرة الأخيار. آمين.
تاريخ النسخ: 1129 هـ/ 1717 م، الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين والفواصل مكتوبة باللون الأحمر، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والمتن مكتوب باللون الأحمر، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش، وعَليه تملّك راغب پاشا قبل إنشاء المكتبة، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 50496.