العنوان |
معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام |
---|---|
المؤلف |
علي بن خليل الطرابلسي، الحنفي، علاء الدين، أبو الحسن (ت844هـ/ 1440م) |
رقم المخطوطة |
591 |
عدد الأسطر |
19 |
عدد الأوراق وقياساتها |
177، الورقة: 209 × 152 ـ 133 × 078 |
أوله |
تبارك الذي أبدع الموجودات بقدرته، وصنع أنواع المخلوقات بعظمته، وميّز كلّاً من العالمين بطبيعته، أحمده على ما وهب من نوره القدسي، وأجزل من إشراق العمياء الحسيّ، وأودع مصباح القوة العقلية، في مشكاة القوة النظرية، وكملها بالزجاجة الشريفة البالغة التي يكاد زيتها يضيئ، وجعلها نوراً على نور كأنها الكوكب الدريّ، متوقّدة من شجرة مباركة عُلْوِية، لا شرقية ولا غربية، وأسأله أن يصلي على خير البرية، وأتممهم كمالا، وأعظمهم إشراقاً وجلالاً، محمد المؤيد بالروح الأمين، وعلى من ارتضى من آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فإن الله تعالى أكمل بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم دِيْنَهُ القويم، وهدى به مَن شاء إلى الصراط المستقيم، وأسّس شرعه المطهر على أحسن الطريق، وأجمل القواعد، وشيّده بالتقوى والعدل، وجلب المصالح، ودرء المفاسد، وأيده بالأدلة الموضحة للحق وأسبابه، المرشد إلى إيصال الحق وأربابه، وحماه بالسياسة الجارية على سنن الحق وصوابه… ولما كان علم القضاء من أجلّ العلوم قدراً، وأعزّها مكاناً، وأشرفها ذِكراً… فكانت طُرُق العِلم به خفية المشارب، مخوفة العواقب… كان الاعتناء بتقرير أصوله، وتحرير فصوله من أجلّ ما صُرفت له العناية، وحُمدت عُقباه في البداية والنهاية، وليس عِلم القضاء كغيره من العلوم… ولذلك ألّف أصحابنا كُتب الوثائق، وذكروا فيها أصول هذا العلم؛ لكن على وجه الاختصار والإيجاز، ولم أزل باحثاً عن أسرار العوالم، وحقائق الموجودات، ومُبتغياً أحكام النظر في الحدود والبراهين القاطعات، وصارفاً قُواي العقلية نحو المدارك الحقيقية؛ غير مقلّد إلا للمعقولات اليقينية، ولم أقف على تأليف أفتي فيه باستيعاب الكشف عن غوامض هذا الفن ووقائعه، وتمهيد أصوله، وبيان حقائقه… لأن الغرض بهذا التأليف ذكر قواعد هذا العلم، وبيان ما تُفصلُ به الأقضيةُ من الحجاج، وأحكام السياسة الشرعية، وعدم الاستغناء بأحدهما عن الآخر. وسميته: معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من الأحكام. ورتّبته على ثلاثة أقسام. القسم الأول في مقدمات هذا العلم التي تُبنى عليها الأحكام… |
آخره |
… مسألة وفي غصب، [كتاب] الفتاوى: رجُلٌ غرَسَ شجرةَ الفرصادِ ( ) في الطريق؛ إن كان لا يضر بالطريق؛ لا بأس به، ويطيب للذي غَرَسَ فرصاده وورقه. هذا تمام الكتاب، بعون الملك الوهاب. ولقد وفيت فيه إن شاء الله تعالى بضبط القواعد الكلية، وربط الفوائد الجلية، ولست أعذر حاسداً، ولا أغمر جاحداً يقابل سعيي فيه بالطعن والتغيير، وينسبني فيه إلى إحدى خطيئتي القُصور والتقصير… ولقد أسمعتُ من ناديت، وأهديت مَن نويت، وأنا معتذر إليه إن أري في بعض قواعده بعض الخلل؛ أو صادف في بعض أمثلته ما نقل في باب الدّغل، فإن حالي ما شرحته في شرح كتاب الوقاية، وهو مشهور، والحمد لله العلي الغفور، وَصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين؛ وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً سرمداً إلى يوم الدين. آمين آمين آمين. |