العنوان |
تقريظ (المحاكمة بين الأمرد والمعذور)؛ خلع العذار في وصف الخالي والحالي بالعذار |
---|---|
المؤلف |
علي بن مصطفى الدباغ، الميقاتي، الحلبي (ت 1174 هـ/ 1760م) |
رقم المخطوطة |
1471-8 |
عدد الأسطر |
21 |
تاريخ النسخ |
سنة 1212 هـ/ 1798 م |
الناسخ |
السيد إبراهيم بن السيد مصطفى بن السيد خليل |
عدد الأوراق وقياساتها |
57/ ب ـ 66/ ا، الورقة: 197 × 121 ـ 152 × 071 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، يا مَنْ حَمَى بِسُيوفِ اللِّحاظِ حِمَى الخُدودِ النَّقِيّةِ، وجَعَلَ لِبَعْضِها مِن العِذارِ حَمائِلَ، ودبّجَ باخضرارِ تلكَ الصَّفحاتِ واحمرارِ هاتيكَ الوجنات حُلَّةَ الحُسْنِ اليُوْسُفِيّةِ؛ فنزلتْ مِنْ أحْسَنِ تقويمٍ في أشرَفِ الْمَنَازِلِ، وَزَيَّنَ الْعُيُوْنَ بالدّعَجِ، والثُّغُوْرَ بِالْفلَجِ، والنُّحُوْرَ بِالْبَلَجِ، وهَيَّمَ في مجالي أَشِعَّتِهَا الْجَمَالِيَّةِ نُفُوْساً كَوامِلَ، وركَّبَ حُبَّ الْجَمَالِ في الطِّبَاعِ، وَأَوْقَفَ على رُؤْيَتِهِ الْعُيُوْنَ؛ وعلى وَصْفِهِ الألْسُنَ؛ وعلى سَمَاعِهِ الأسماع، وَنَشَرَ الْحُسْنَ في الأفرادِ، ولم يَقْصُرْهُ على الأجناسِ والأنواعِ، فكانَ أكبرَ دليلٍ على كَمَالِ القُدرةِ والاِتِّسَاعِ، وَرَبَطَ سِلْسِلَةَ الْمَوْجُوْداتِ بِالمَحَبَّةِ عَالِيْها وَالنازِل، فَسُبْحَانَ مَنْ تَفَرَّدَ بِالإبْدَاعِ وَالْكَمَالِ، وهو الْجَمِيْلُ يُحِبُّ الْجَمَالَ، نَصبَهُ على وُحدانيَّتِهِ مِنْ أحْسَنِ الدَّلائِلِ، فالسَّعيدُ مَنْ نَظَرَ لِمَا أَبْدَعَ بِعَيْنِ الاعْتِبَارِ، وَتَأَمَّلَ كَيْفَ: يُوْلِج النهارَ في الليلِ ويُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ، وانتقل من نظرةِ الصّنعةِ إلى الصانِعِ المُخْتَار… أما بعد؛ فإِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ، وَخِطابٌ بالبراعةِ وَسِيْم، وبالبلاغة في المحل العظيم، يصحبه رسالة حاوية لأقسام الفصاحة والجزالة، تكاد من عذوبة الألفاظ؛ تشربُها أفئدةُ الحُفّاظ، أنشأهما الأديبُ الفاضلُ، الآتي مع تأخُّرِ عصْرِهِ بما لم تأتِ بهِ الأوائلُ، ذاك السعيدُ صِفَةً ولَقباً، والفريدُ ترَسُّلاً وأدباً، سَبَّاق غاياتِ الكَمَال، طَلّاع ثَنَايَا المَعرِفَةِ والأفضال، صاحب المَلَكَةِ التي يَقْتَدِرُ بها على اختراعِ ما يُرِيْد؛ مِمّا لَمْ تَصِلْ إليهِ أفكارُ الصَّابِي، والصاحبُ، وابنُ العميد، أبقاهُ اللهُ تَعالَى لِعَارِفَةٍ يُسْدِيْهَا، وفائدَةٍ يُبْدِيْهَا، ومَعارِف يَنْشُرها، بعد أنْ كادَ الزمانُ يطويها. فَتَأَمَّلْتُ في حُسْنِ رِسَالَتِهِ الْمُعْجِب، وَوَقَفْتُ مِنْها عَلى الْمُرقصِ والْمُطْرِب: |
آخره |
… بَلْ وا رَحمتاهُ لِعُشَّاقِ الصُّور، المُشتغلين عن المُؤثِّر بالأثر، لَوْ عَاوَدُوا النظر؛ لَوَقعوا على جَلِيَّةِ الْخَبر، رأى بَعْضٌ مِنْ صَحْبِنَا صورةً استحسَنَها فَعَاوَدَ النَّظَرَ لِيَتزوَّدَ نظرةً أُخرَىْ مِنْها فَكُشِفَ عن بَصَرِهِ فَرآهَا مَيِّتَةً يَتَناثَرُ الدُّوْدُ عَنْهَا، فَتَابَ وَاسْتَغْفَرَ مِنْ ذلك الشُّهُوْد، وَرجعَ لِمَا هُوَ الْمَطلوبُ والمقصود: |