العنوان |
حاشية منلا خسرو على التلويح |
---|---|
المؤلف |
محمد بن فرامرز، مُلّا خُسْرُو، ت 885هـ/ 1480م |
رقم المخطوطة |
375 |
عدد الأوراق |
153 |
عدد الأسطر |
25 |
المقاييس |
201 × 136 ـ 141 × 076 |
أوله |
لك الحمد يا من خلق الإنسان من صلصال، فجعل الشرع له العقل، والعقل له العقال، وعلى حبيبك محمد أفضل الصلوات وآله خير آل، ما برق في ودق الغسق البرق؛ وفي الغدوّ والآصال. أما بعد: فإن مِن مِنن المنان للعباد، أن أصلح شأنهم في المعاش لِلمعاد، حيث شَرَعَ لهم الأحكامَ، وميَّزَ الحلالَ عن الحرام؛ ليحلوا بالطاعات؛ ويخلوا عن المعاصي؛ فيسعدوا ويفوزوا يوم يؤخذ بالنواصي… وحلوا العقال بالعقول، وردوا الفصول إلى الأصول؛ سِيّما أصحاب الإمام الأعظم، والهمام الأقدم، فخر الأمّة النقية الغرّاء، وذخر الملّة الحنيفيّة البيضاء… فضبطوها فصولاً وأبواباً، وجمعوها مبادئ وأذناباً، فجاء علماً كثير الفوائد، غريز العوائد، جامعاً بين المعقول والمشروع، متضمناً من فنون جَمّة للأصول والفروع، فسَمَّوه: أصول الفقه، لابتنائه عليه، والاحتياج في استنباطه إليه، وقد صُنِّفَتْ فيه كُتُبٌ كثيرةٌ، وأُلِّفَتْ زبد غزيرة، من مُتونٍ وشروح؛ حاوية للتوجيهات والجروح، ومن بينها كتاب: (التنقيح)، مع شرحه المسمّى (بالتوضيح)، للحبر المحقق، والبحر المدقق؛ علَم العِلم والهدى، وعالِم الزهد والتقى: صدر الشريعة، وبدر الإسلام؛ بوابة الله تعالى في دار السلام… واسترقّ رقاب الأحرار الأمجاد، ببذل دُرر ضميره كدُرّ العِهاد: (سعد الملة والدين)، حشره الله تعالى مع النبيين… وسمّاها (التلويح إلى كشف حقائق التنقيح) لكن دأبه ورسمه؛ كما لوّح إليه اسمه… ولذلك تحزّب الناسُ في شأنه أحزابا، وكثروا في ردّه وقبوله سؤلاً وجواباً… حتى كتبت (مرقاة الوصول إلى علم الأصول)، ثم شرحه المسمى: (بمرآة الأصول في شرح مرقاة الوصول)، قادتني لوعتي إلى كشف الحقائق… فكتبت مع تفرق الحال، وتوزع البال… صحائف موصوفة بالصفات المذكورة، وصفائح موسومة بالسمات المزبورة… قال: (الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْكَمَ بِكِتَابِهِ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ، وَرَفَعَ بِخِطَابِهِ فُرُوعَ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ الْبَيْضَاءِ، حَتَّى أَضْحَتْ كَلِمَتُهُ الْبَاقِيَةُ رَاسِخَةَ الأَسَاسِ شَامِخَةَ الْبِنَاءِ، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ). أقول: اعلم الشارح روّح الله روحه، وأعلى في غرف الجنان فتوحه، بعدما وشّح غُرّة كتابه، وطرّة خطابه بالتيمُّن بالتسمية… |
آخره |
… قال المص: (لا يَجُوزُ التَّعْلِيلُ بِعِلَّةٍ اُخْتُلِفَ فِي وُجُودِهَا). أقول: اعلم أن من شروط صحة القياس أن لا يعلل بوصف مختلف فيه… وبهذا التقرير ظهر أن المراد بالإجماع في قول المصنف: أو ثبت الحكم في الأصل بالإجماع، ليس الإجماع المصطلح، بل اتفاق الخصمين ولو بالنظر إلى بعض الصور. |