مخطوطة – دفع الْمُلِمّ عن قراءة التسهيل بجلب المُهمّ مِمَّا يَقَعُ به التَّحصِيل = شرح التسهيل لابن مالك

عنوان المخطوط: دفع الْمُلِمّ عن قراءة التسهيل بجلب المُهمّ مِمَّا يَقَعُ به التَّحصِيل = شرح التسهيل لابن مالك ( ).
المؤلف: علي پاشا الأول ابن محمد بن علي التركي، أبو حسن، العثماني، التونسي ت 1169هـ/ 1756 م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 333، الورقة: 270 × 162 ـ 186 × 084، عدد الأسطر: (25).
أوله: الْحَمْدُ للهِ الذي رفع مقام أولي العرفان بما نصب لهم من موائد الفضل والإحسان، وجرَّهم بالإضافة إلى حضرة التشريف والتكريم، ووصلهم بِصِلة عائدها جليل جسيم، وأمال قلوبهم إمالةً كبرى إلى العمل الصالح والتقوى، فحصل لهم بذلك الاستعلاء إلى الغالية القُصوى، وميّزهم بحالة كاملة مُخالفة لغيرها من الأحوال؛ ليست منكرة ولا فضلة ولا ذات انتقال، نحمده سبحانه وتعالى على ما فتح لنا من أبواب الخيرات، وضم لنا من العطايا والهِبات، وخفض لنا من المعيشة التي مدَّ علينا ظِلّها، وصرف عنا من الآفات الجمل المعترضة التي لا محلّ لها، ونشكره على تسليم الفوائد وتكميل المقاصد، وتليين الشدائد، وإجزال العوائد، ونشهد أن لا إله إلا الله المنزّه عن أن يكون له صفة مُشبّهة، وأن يُحيط به ظرف مكانٍ أو زمان أو جِهة، العالم بِمُستكنّات الضمائر، وما هو كائن في الماضي والمستقبل والحاضر، الذي بيده الحركة والسكون، وتصاريف الأفعال، في كل ما كان أو سيكون، شهادةً جازمةً صادرةً عن قلب ساكن صحيح غير ذي اعتلال؛ سالم من همزات الشياطين والإنقلاب والانتقال والإبدال، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله؛ المبعوث لفكّ عُرى الكفر وإرغام الضلالة، وإظهار نور الهُدى، وإخفاء ظُلمة الجهالة، المرفوع لأنه فاعلٌ لكلِّ جميل، ومبتدأٌ لكل خير جزيل، المجموع فيه المحاسن جمعاً لا نظير له، المصنوع له أفعل التفضيل من كل فعل عالي المنزلة، المستقبَل من مولاه بالقبول في كل مسألة، الماضي بعزم لجواب شرط من طلبه في أمر وأمّ له، المنادى بالرفع في يوم القيامة لأنه علم مفرد، المنصرف للشفاعة العظمى لأنه متمكّن أمكن في السؤدد، صلى الله عليه وعلى آله الذين أعرب مبناهم عن نسب منعوت بأنه الأصل الأصيل؛ لكونه مصدراً لكل شرف أثيل، وموصوف بأنه مرفوع على كل نسب جليل، لأنه عمدة أيّ عمدة في ذلك القبيل، وأصحابه الذين ثبت لشَأْنِهِمْ التكبير، ولشانِيْهِم التصغير، ولهم جمع السلامة، ولأعدائهم جمع التكسير… وبعد؛ فيقول الفقير إلى رحمة ربه وإحسانه، وجميل فضله وامتنانه، الواثق بفضل مولاه الفاعل لماشاء، خديم العلم الشريف: علي پاشا ابن محمد بن عليّ، لطف به المولى العلي، ووفقه لصالح الأعمال، وأحسن إليه في الحال والمآل: إن مِن أجَلّ الطاعات، وأوثق القربات؛ إنفاق كنز العمر ونفائس الأوقات؛ في الاشتغال بالعلم الشريف، النافع لصاحبه في المحيا وبعد الممات… وهذا أمرٌ معلوم من الدين بالضرورة، وقد كنت في عنفوان الشباب تمسّكت من علوم العربية بأوثق الأسباب، وحُبِّبَ إليَّ من بينها عِلمُ النحو المتكفّل بإصلاح اللسان، وفَهْمِ معاني الكلام، خصوصاً القرآن العظيم، وسنة خير الأنام؛ عليه وعلى آله الكرام، وصحبه الأئمة الأعلام من الله أفضل صلاةٍ وأزكى سلام، وقرأت من الكتب المشهورة في ذلك ما يُسهِّل الوصولَ إلى تملُّكِ المدارك، كالمتوسط والمُلّا جامي على كافيّة ابن الحاجب؛ اللذين لايبقى لمن فهمهما عن إصلاح اللسان حاجب، وأوضح المسالك، وكثير من الشروح المعتبرة على ألفية ابن مالك؛ مع المطالعة والنظر والاجتهاد التامّ، والتقييد مع الحواشي على الأماكن المشكلة، وزيادة الاهتمام، هذا كله مع تحصيل طرف صالح من علوم المعقول؛ كعلوم البلاغة والمنطق والأصول. ثم إنه لما سكنت مدينة تونس، وألفتها ووجدتها كاسمها تؤنس، وكان ذلك السكنى والألف، في اثني عشر من شوال؛ سنة سبعة وثلاثين ومائة وألف (1137 هـ) وتنعمت فيها ببرد المقيل، والتفيُّؤ بظِلِّ مساكنها الظليل، اشتغلت بالقراءة على علامة القطر الأفريقي، وعَلَمه ولسان فخره وقلمه، أستاذ الوقت، الشيخ سيدي: محمد الخضراوي، تمّم الله له المحاسن، ووقاه المساوئ، فقرأت عليه من التصانيف الجليلة البارعة، المؤلفة في أنواع العلوم الشريفة النافعة، ما أتلوه عليك الآن قراءة بحثٍ وتحقيق وإتقان، كالشرحين المعروفين بالسعد التوحيدي والبياني، وشرح المحلى على جمع الجوامع الذي ليس لجمعه نظير ولا ثاني، وكتاب المغني للعلامة ابن هشام ( )، وكتاب التسهيل لابن مالك الإمام، وشرح القطب على الشمسية، وشرح القاضي زكريا على الخزرجية، والفرائض بالصناعة العملية، وعلم الحساب بأقسامه الصحيح والكسور والجبر، واستخراج المجهول والجذور، وبقية العلم الرياضي على تعدُّده واختلافه، وتفرُّع أنواعه وأصنافه، مع ختمنا الآن لما كان من الكتب المذكورة صغير الحجم، ومشارفتنا لباقيها على الختم، كل ذلك مع مطالعة الشروح المشهورة والحواشي المستعملة، وتقييد النُّكت المهمة من إملائه على الأماكن المشكلة، وقد كنت قيّدت ما تدعو الحاجة إليه على هوامش نسخة لي معتمدة من متن التسهيل، من حلّ متنٍ، وإيراد شاهد ومثال، وتوجيه وتعليل. ثم إني لشغفي بالكتاب المذكور التمستُ من شيخنا المتقدِّم ذِكْرُهُ تعليقَ شرحٍ مُختصرٍ عليه، والاقتصار فيه على حَلِّ المَتْنِ، وما تدعو الحاجة إليه، فاعتذر إليّ بعدم مساعدة الوقت والحال؛ بسبب اشتغاله بإلقاء الدروس، وغير ذلك من مهمات الأشغال. ثم إنه أشار عليَّ بتجريد تلك التقاييد المرقومة على هوامش النسخة المذكورة، وترتيبها وجمعها في مسطور، قائلاً: إن في ذلك كفاية للناظر في فهم كتاب التسهيل المذكور؛ مع كون المتن المذكور جمع فأوعى، وتضمّن جميع مسائل النحو أصلاً وفرعاً، جنساً ونوعاً، فإذا اقتصر عليه مطرزاً بتلك التقاييد الجليلة؛ كان في ذلك غُنيةٌ عن سائر كُتُبِ النحو الطويلة، فتلقّيت إشارتَه بالقبول والامتثال، وشرعت في جمع ذلك وترتيبه على ذلك المنوال، وسمَّيتُه: بدفع المُلِمّ عن قراء التسهيل بجلب المُهِمّ مِمَّا يقَعُ به التحصيل… وقد آن لنا الشروع في المقصود، بعون الملك المعبود، فنقول: قال الشيخ الإمام… جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الأندلسي الجياني، رَحِمَهُ اللهُ تعالى ورضي عنه، متبركاً: بسم الله الرحمن الرحيم…
آخره:… (وهذا مما ينقاد إليه ولا يقاس عليه). لأن رسم المُصحف سُنَّةٌ مُتَّبعة، فوجب الانقياد إليه، واتباع السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم، ليس مُتّضح المعنى لنا، فلا نقيسُ عليه، فلا نرسم شيئاً من ذلك بالياً. والله تعالى أعلم بالصواب، وَإلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآب.
وهنا انتهى ما أردته من اختصار نتائج التحصيل، بعون الملك الجليل… وَقُدِّرَ الشروعُ في تأليفه من محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين ومائة بعد الألف عام (1138هـ). واتَّفقَ الفراغُ من تعليقه فَجْر يوم الجمعة سادس ربيع الأول، شهر مولد المدّثّر المُزمّل سنة تسع وثلاثين ومائة وألف (1139 هـ) من هجرة خاتم النبيين، وإمام المرسلين؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبي ونعم الوكيل. م.
قد تمَّ تحرير هذا الشرح الشريف على المتن اللطيف، رحم الله الماتِن والكاتب والشارح، وحفظ آثارهم عن الحاسد الفاسد الطالح، وأرَّخ كاتبه ختام تحريره عاماً بتاريخ: <سَهَّلَ اللهُ تَسْهِيْلَهُ إتماماً = 1154 هـ> في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة الشريفة، وهو الحقير إلى توفيق الملك المنان، خادم العلوم: أبو المواهب؛ مستقيم زاده سعد الدين سليمان ( ). أقال الله عثاره، وحسن سره وجهاره آمين. م.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية استكتبها راغب پاشا، والناسخ هو العالم المشهور مستقيم زاده أفندي صاحب المؤلفات المشهور. ويوجد في أولها فهرس في ثلاث صفحات. وتوجد في أوله عشرة من تقاريظ العلماء، وقد كتب أولها الشيخ محمد بن محمد الخضراوي، أستاذ المؤلف؛ ومما جاء في هذا التقريظ: <بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ نَسْتَعِيْن، ولا قوّة إلّا بهِ. الْحَمْدُ للهِ الذي رفع مقام مَن أحبه بحمده، وصلواته وسلامه على مَن نصبه حجّة على عبده، محمد وآله الذين جرّوا مَن نأى إلى حضرته، وجزموا أن لا بُدّ لهم من إسعافه ونُصرته، وبعد؛ فهذا ما سمحت أفكار أعلام عصرنا، وأساتيذ مصرنا، وأجازوا به كتاب: دفع الْمُلِمّ عن قراءه التسهيل بجلب المهمّ مما يقع به التحصيل؛ تأليف الشيخ الإمام، وقدوة الأنام، صاحب السيف والقلم، والْحُكْمِ والْحِكَم؛ أبي الحسن، مولانا: الباي علي پاشا <پاشا>، خلّد الله ملكه، وعجّل بعدوِّه هُلكه، آمين يا رب العالمين.
فَنَصُّ ما زَبَرَه أولهم؛ ومِن خُطوطهم نقَلْت:
الحمد لله الذي زين العالمين بالعلماء وجعلهم لهداية الأنام أنجُماً، وجعل نور علمهم يهتدى به من غياهب الجهالات؛ كما يُهتدى بنجوم السماء في دياجي الظلمات… وبعد فقد صافح قلبي نسيم السرور، فأثنيت ذا أُنسٍ وانبساط وحُبور؛ بما أُلْقِيَ إليّ من هذا الكتاب الكريم… فألفيتُها قد أوضَحَت المُبْهَم، وفصَّلت المُجمَل، وبيَّنت المُشْكِلَ، وفتحت المُقْفَل، واشتملت على أبحاث نفيسة مُهمّة، مكمّلة للمقصود ومتمّمة… فيا له من تصنيف تلاطمت أمواجه بما شئت من المعاني… انتهى. قاله بلسانه، ونمقه ببنانه: محمد بن محمد الخضراوي، وقاه الله المساوي، راجياً مولاه العفو واللطف، أواسط جمادى الأولى عام أربعين ومائة وألف؛ من هجرة خير الأنام، عليه وعلى آله الكرام، وأصحابه الأعلام، من الملك العلام أسنى صلاة وأزكى سلام، والحمد لله في المبدأ والختام.>
والتقريظ الثاني يقع في صفحة واحدة وقد كتبه يوسف بن درغُوت المفتي بمدينة تونس.
والتقريظ الثالث كتبه ذو اللقب: بسُوَيسي المسمى بعلي سنة 1140 هـ.
والتقريظ الرابع: يقع في صفحة وقد كتبه محمد حمُّودة الرّصَّاع.
والتقريظ الخامس: كتبه عليّ؛ المفتي بالديار التونسية.
والتقريظ السادس: كتبه عبد الكبير الصوفي الحنفي خادم العلم الشريف بالمدرسة الشماعية من عمل إفريقية.
والتقريظ السابع: كتبه محمد بن محمد العامري.
والتقريظ الثامن: ويقع في خمس صفحات وقد كتبه محمد بن عمر سعادة سنة 1140 هـ.
والتقريظ التاسع: ويقع في ثلاث صفحات، وقد كتبه حمّودة الرِّيكِلي، سنة 1140هـ.
والتقريظ العاشر: ويقع في صفحتين، وكتبه أحمد بن مصطفى الحنفي، خديم العلم في المدرسة اليوسفية بمدينة تونس المحمية.
تاريخ التحرير: شروعه: يوم الجمعة 6 ربيع الأول سنة 1139. الناسخ: أبو المواهب مستقيم زاده سعد الدين سليمان. تاريخ النسخ: يوم الجمة 24 ذو القعدة سنة 1154 هـ/ 1741 م. الوضع العام: خطّ التعليق الواضح النفيس المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مزدوجة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء اللون فوقه، والغلاف جلد عثماني، وعَليه استكتاب محمد راغب پاشا. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 54063.

رمز المنتج: mrgp1739 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

دفع الْمُلِمّ عن قراءة التسهيل بجلب المُهمّ مِمَّا يَقَعُ به التَّحصِيل = شرح التسهيل لابن مالك

المؤلف

علي پاشا الأول ابن محمد بن علي التركي، أبو حسن، العثماني، التونسي ت 1169هـ/ 1756 م

رقم المخطوطة

1328

عدد الأسطر

25

تاريخ النسخ

يوم الجمة 24 ذو القعدة سنة 1154 هـ/ 1741 م

الناسخ

أبو المواهب مستقيم زاده سعد الدين سليمان

عدد الأوراق وقياساتها

333، الورقة: 270 × 162 ـ 186 × 084

أوله

الْحَمْدُ للهِ الذي رفع مقام أولي العرفان بما نصب لهم من موائد الفضل والإحسان، وجرَّهم بالإضافة إلى حضرة التشريف والتكريم، ووصلهم بِصِلة عائدها جليل جسيم، وأمال قلوبهم إمالةً كبرى إلى العمل الصالح والتقوى، فحصل لهم بذلك الاستعلاء إلى الغالية القُصوى، وميّزهم بحالة كاملة مُخالفة لغيرها من الأحوال؛ ليست منكرة ولا فضلة ولا ذات انتقال، نحمده سبحانه وتعالى على ما فتح لنا من أبواب الخيرات، وضم لنا من العطايا والهِبات، وخفض لنا من المعيشة التي مدَّ علينا ظِلّها، وصرف عنا من الآفات الجمل المعترضة التي لا محلّ لها، ونشكره على تسليم الفوائد وتكميل المقاصد، وتليين الشدائد، وإجزال العوائد، ونشهد أن لا إله إلا الله المنزّه عن أن يكون له صفة مُشبّهة، وأن يُحيط به ظرف مكانٍ أو زمان أو جِهة، العالم بِمُستكنّات الضمائر، وما هو كائن في الماضي والمستقبل والحاضر، الذي بيده الحركة والسكون، وتصاريف الأفعال، في كل ما كان أو سيكون، شهادةً جازمةً صادرةً عن قلب ساكن صحيح غير ذي اعتلال؛ سالم من همزات الشياطين والإنقلاب والانتقال والإبدال، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله؛ المبعوث لفكّ عُرى الكفر وإرغام الضلالة، وإظهار نور الهُدى، وإخفاء ظُلمة الجهالة، المرفوع لأنه فاعلٌ لكلِّ جميل، ومبتدأٌ لكل خير جزيل، المجموع فيه المحاسن جمعاً لا نظير له، المصنوع له أفعل التفضيل من كل فعل عالي المنزلة، المستقبَل من مولاه بالقبول في كل مسألة، الماضي بعزم لجواب شرط من طلبه في أمر وأمّ له، المنادى بالرفع في يوم القيامة لأنه علم مفرد، المنصرف للشفاعة العظمى لأنه متمكّن أمكن في السؤدد، صلى الله عليه وعلى آله الذين أعرب مبناهم عن نسب منعوت بأنه الأصل الأصيل؛ لكونه مصدراً لكل شرف أثيل، وموصوف بأنه مرفوع على كل نسب جليل، لأنه عمدة أيّ عمدة في ذلك القبيل، وأصحابه الذين ثبت لشَأْنِهِمْ التكبير، ولشانِيْهِم التصغير، ولهم جمع السلامة، ولأعدائهم جمع التكسير… وبعد؛ فيقول الفقير إلى رحمة ربه وإحسانه، وجميل فضله وامتنانه، الواثق بفضل مولاه الفاعل لماشاء، خديم العلم الشريف: علي پاشا ابن محمد بن عليّ، لطف به المولى العلي، ووفقه لصالح الأعمال، وأحسن إليه في الحال والمآل: إن مِن أجَلّ الطاعات، وأوثق القربات؛ إنفاق كنز العمر ونفائس الأوقات؛ في الاشتغال بالعلم الشريف، النافع لصاحبه في المحيا وبعد الممات… وهذا أمرٌ معلوم من الدين بالضرورة، وقد كنت في عنفوان الشباب تمسّكت من علوم العربية بأوثق الأسباب، وحُبِّبَ إليَّ من بينها عِلمُ النحو المتكفّل بإصلاح اللسان، وفَهْمِ معاني الكلام، خصوصاً القرآن العظيم، وسنة خير الأنام؛ عليه وعلى آله الكرام، وصحبه الأئمة الأعلام من الله أفضل صلاةٍ وأزكى سلام، وقرأت من الكتب المشهورة في ذلك ما يُسهِّل الوصولَ إلى تملُّكِ المدارك، كالمتوسط والمُلّا جامي على كافيّة ابن الحاجب؛ اللذين لايبقى لمن فهمهما عن إصلاح اللسان حاجب، وأوضح المسالك، وكثير من الشروح المعتبرة على ألفية ابن مالك؛ مع المطالعة والنظر والاجتهاد التامّ، والتقييد مع الحواشي على الأماكن المشكلة، وزيادة الاهتمام، هذا كله مع تحصيل طرف صالح من علوم المعقول؛ كعلوم البلاغة والمنطق والأصول. ثم إنه لما سكنت مدينة تونس، وألفتها ووجدتها كاسمها تؤنس، وكان ذلك السكنى والألف، في اثني عشر من شوال؛ سنة سبعة وثلاثين ومائة وألف (1137 هـ) وتنعمت فيها ببرد المقيل، والتفيُّؤ بظِلِّ مساكنها الظليل، اشتغلت بالقراءة على علامة القطر الأفريقي، وعَلَمه ولسان فخره وقلمه، أستاذ الوقت، الشيخ سيدي: محمد الخضراوي، تمّم الله له المحاسن، ووقاه المساوئ، فقرأت عليه من التصانيف الجليلة البارعة، المؤلفة في أنواع العلوم الشريفة النافعة، ما أتلوه عليك الآن قراءة بحثٍ وتحقيق وإتقان، كالشرحين المعروفين بالسعد التوحيدي والبياني، وشرح المحلى على جمع الجوامع الذي ليس لجمعه نظير ولا ثاني، وكتاب المغني للعلامة ابن هشام ( )، وكتاب التسهيل لابن مالك الإمام، وشرح القطب على الشمسية، وشرح القاضي زكريا على الخزرجية، والفرائض بالصناعة العملية، وعلم الحساب بأقسامه الصحيح والكسور والجبر، واستخراج المجهول والجذور، وبقية العلم الرياضي على تعدُّده واختلافه، وتفرُّع أنواعه وأصنافه، مع ختمنا الآن لما كان من الكتب المذكورة صغير الحجم، ومشارفتنا لباقيها على الختم، كل ذلك مع مطالعة الشروح المشهورة والحواشي المستعملة، وتقييد النُّكت المهمة من إملائه على الأماكن المشكلة، وقد كنت قيّدت ما تدعو الحاجة إليه على هوامش نسخة لي معتمدة من متن التسهيل، من حلّ متنٍ، وإيراد شاهد ومثال، وتوجيه وتعليل. ثم إني لشغفي بالكتاب المذكور التمستُ من شيخنا المتقدِّم ذِكْرُهُ تعليقَ شرحٍ مُختصرٍ عليه، والاقتصار فيه على حَلِّ المَتْنِ، وما تدعو الحاجة إليه، فاعتذر إليّ بعدم مساعدة الوقت والحال؛ بسبب اشتغاله بإلقاء الدروس، وغير ذلك من مهمات الأشغال. ثم إنه أشار عليَّ بتجريد تلك التقاييد المرقومة على هوامش النسخة المذكورة، وترتيبها وجمعها في مسطور، قائلاً: إن في ذلك كفاية للناظر في فهم كتاب التسهيل المذكور؛ مع كون المتن المذكور جمع فأوعى، وتضمّن جميع مسائل النحو أصلاً وفرعاً، جنساً ونوعاً، فإذا اقتصر عليه مطرزاً بتلك التقاييد الجليلة؛ كان في ذلك غُنيةٌ عن سائر كُتُبِ النحو الطويلة، فتلقّيت إشارتَه بالقبول والامتثال، وشرعت في جمع ذلك وترتيبه على ذلك المنوال، وسمَّيتُه: بدفع المُلِمّ عن قراء التسهيل بجلب المُهِمّ مِمَّا يقَعُ به التحصيل… وقد آن لنا الشروع في المقصود، بعون الملك المعبود، فنقول: قال الشيخ الإمام… جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الأندلسي الجياني، رَحِمَهُ اللهُ تعالى ورضي عنه، متبركاً: بسم الله الرحمن الرحيم…

آخره

… (وهذا مما ينقاد إليه ولا يقاس عليه). لأن رسم المُصحف سُنَّةٌ مُتَّبعة، فوجب الانقياد إليه، واتباع السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم، ليس مُتّضح المعنى لنا، فلا نقيسُ عليه، فلا نرسم شيئاً من ذلك بالياً. والله تعالى أعلم بالصواب، وَإلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآب.

الوضع العام

خطّ التعليق الواضح النفيس المضبوط بالحركات أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مزدوجة باللون الأحمر، والمتن مميز بخطوط حمراء اللون فوقه، والغلاف جلد عثماني، وعَليه استكتاب محمد راغب پاشا. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 54063.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – دفع الْمُلِمّ عن قراءة التسهيل بجلب المُهمّ مِمَّا يَقَعُ به التَّحصِيل = شرح التسهيل لابن مالك”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *