المؤلف |
محمد أحمد الراشد |
---|
إن طريق العمل الإسلامي الحركي واسع لاحب، ولكن شأنه شأن غيره من الأعمال يلقى الانحراف إذا أوجدت الاجتهادات الشاذة والأهواء في جوانبه وخلاله دروباً ضيقة، وانعطافات مهلكة، وعوائق معرقلة. إلا وأن أزمة الإسلام ومشكلته الحاضرة تكمن في حاجته إلى القادة، ولن يتصل مخلص إلى وعي فن القيادة حتى تتعود قدمه المشي في درب الطاعة اللاحب السليك. ويتساءل البعض عن شباب ناشئة، امتلأت قلوبهم أول مقدمهم الدعوة إيماناً ومحبة واحدة وحماسة، فلما لبثوا سنوات، بردت حماستهم، واختلفت أراؤهم وخرجوا إلى تعصب فرق بينهم. إنه وصف يترجم ظاهرة تتكرر في بلاد شتى، في أوقات متعاقبة، لذا يأتي وعي هذا الإطار كتاب العوائق الذي فيه يتحدث المؤلف عن هذه الفتن التي تعيق عمل الداعية مبيناً أسبابها وطرق اتقائها، وذلك لما لهذه الفتن من ضوء على الدعوة الإسلامية يعرقل تقدمها، وعلى المسلم الواعي التأمل في هذه الجمهرة النافعة والمفيدة من الآيات والأحاديث، والتي أوردها المؤلف، بالإضافة إلى مجموعة من أقوال العلماء وأبيات الشعراء، لينفذ منها القارئ إلى الغاية التي يسعى إليها المؤلف وهي فتح باب عظيم من فقه السلوك، الذي يمكّن المسلم من تجاوز تلك العوائق التي تنير له طريق الدعوة المحقة ليكون داعية متفهماً واعياً لكل ما يحيط به من الفتن التي تحرفه عن طريقه الأساسي في إبلاغ دعوته. فما زالت هناك بقية من المؤمنين، كثير عددها في الأقطار، مرشحة للعودة بأمانة إلى إسلامها، إذا انتظمت، وتجررت، وتقللت من الدنيا، وبعدت عن الفتن، وصبرت في المحن، وأجادت عن القيادة. ولتربيتها يصدر هذا الكتاب في سلسلة، تبث فيها الوعي، والحماسة ونزعة الجهاد، وروح الزهد، وتحدثها عن تجارب العمل الإسلامي.
المؤلف |
محمد أحمد الراشد |
---|