العنوان |
مرآة العارفين ومظهر الكاملين في ملتمس زين العابدين، تفسير سورة الفاتحة |
---|---|
المؤلف |
محمد شيرين بن عز الدين بن عادل بن يوسف المغربي، التبريزي، شمس الدين، ت 809 هـ/ 1406م |
رقم المخطوطة |
1453-8 |
عدد الأسطر |
21 |
تاريخ النسخ |
سنة 1053 هـ/ 1643م |
عدد الأوراق وقياساتها |
280/ ب ـ 286، الورقة (108 × 195) الكتابة (76 × 174b.b ) |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أخرج من النون ما أدرج في القلم، وأبرز إلى الوجود بالجود ما أكنز في العدم، وأفتق ما أرتق، وأظهر ما أكتم، وعلم بالقلم الملقب بأمّ الكتاب، واللوح المحفوظ المسمى بالكتاب المبين ما لم يعلم، وفصل وقدر في النفس ما في العقل أجمل وقضى وحكم، وأخرج اللوح بيمينه من يسار القلم، كما أخرج حواء من جنب آدم، وقال: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} ( )، وهي العقل، {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ( )، وهي النفس، {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} ( )، وهي العقول والنفوس، وفتح بالهاء الموسوم بالهيولي والعنقاء صورة العالم، وفتق السموات والأرض من الرتق المكنى بالعنصر الأعظم، فسبحان مَن عيّن الأعيان بالفيض الأقدس الأقدم، وكوّن الأكوان بالفيض المقدّس المقدّم، وأظهر القِدم بالحدوث، والحدوث بالقِدم… أما بعد: فإني أجبت سؤالك أيها الولد الصالح لما سألتني أن أرقم لك في هذا المختصر شيئاً مما قدرّه الله لي في تحقيق فاتحة الكتاب؛ التي هي أُمُّ الكتاب، بلسانِ أهل الله تعالى، خاصّته؛ وسمَّيتُهُ: مرآت العارفين في ملتمس زين العابدين، وأسأل الله العون في إتمامه من موجد الكون، فإنّه المستعان، وعليه التكلان. اعلم أيها الولد المؤيّد؛ أن العالم عالمان، عالم الأمر، وعالم الخلق، وكل واحد منهما كتاب من كتاب الله تعالى، ولكل كتاب فاتحة، وجميع ما في الكتاب مفصلاً في فاتحته، مجمل وباعتبار إجمال ما فصّل في الكتاب فيها سمّيت بأمِّ الكتاب، وباعتبار تفصيل ما أُجْمِلَ فيها في ما يلي مرتبة التفصيل سُمّي بالكتاب المبين… |
آخره |
… لأن رحمة الرحمن وسعت كل شيء، فكل مَن وسِعته رحمته فهو مرحوم، وأثبت الرحمة في البرزخ، وأفعل في الرحيم ما فعلت في الرحمن، إلا أنّ رحمة الرحيم وُجُوبيّة متعلقة بالكمال، فمرحومها المؤمنين الذين يعملون الصالحات. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، والحمد لله رب العالمين. |