المؤلف |
كارن آرمسترونج |
---|
نفرط في أيامنا هذه في الحديث عن الله بيد أن معظم ما نقوله يتسم بالسطحية و التبسيط نعتقد في مجتمعنا الديمقراطي أن مفهوم الرب يجب أن يكون سهلا و أن يكون الدين متاحا للجميع . كثيرا ما يقول لي القراء على سبيل العتاب إن كتابي هذا أو ذاك صعبا و أريد أن أجيب (إنه عن الله) لكن الكثيرون يجدون اجابتي محيرة . فمن المؤكد أن الجميع يعلمون من هو الله الكائن الاعظم الذي خلق العالم و كل شيء فيه. تظهر عليهم الحيرة حين نبين انه من غير الدقة أن نسمي ( الله ) الكائن الاعظم لان الله ليس كائنا على الاطلاق و أننا لا نعرف ما نعنيه حينما نقول انه ( خير ) ، (حكيم ) ، أو (ذكي ). يعلم المؤمنون نظريا أن الله كلي التسامي لكنهم رغم ذلك يبدون و انهم يفترضون بديهيا انهم يعرفون من ( هو ) و ما ( يفكر فيه ) و ما يحبه و يتوقعه. نميل الى تدجين ( اخرية ) الله . نسأل الله دائما ان يبارك امتنا و يحمي ملكتنا و يشفي امراضنا و يمنحنا طقسا جميلا يوم رحلتنا . نذكر الله بأنه خلق العالم و بأننا خطاءون تعساء و كأنما قد نسي هو ذلك . يستشهد السياسيون بالله لتبرير سياسياتهم و يتسخدم المدرسون اسمه للحفاظ على النظام بالفصول و الارهابيون لارتكاب بشاعاتهم باسمه . نتوسل الى الله ان يدعم جانبنا في الانتخابات او الحزب حتى على الرغم من انه من المفترض ان اعدائنا هو ايضا اطفال الله و موضوع حبه و رعايته. و على الرغم من اننا نعيش في عالم قد تغير تماما و نتبنى نظرة الى العالم مختلفة كليا فثمة نزوع للافتراض ان اسلوب البشر للتفكير في الله ظل على الدوام كما هو اليوم دون أي تغيير . لكن و على الرغم من ذكائنا التكنولوجي و العلمي المذهل نجد احيانا ان تفكيرنا الديني متخلف بدرجة لافتة بل انه حتى بدائي.
المؤلف |
كارن آرمسترونج |
---|