مخطوطة – تفسير الكَشَّاف عن حقائق التنزيل

عنوان المخطوط: تفسير الكَشَّاف عن حقائق التنزيل ( ).
المؤلف: مَحْمُوْد بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي، الزمخشري، جار الله، أبو القاسم، المعتزلي ت 538هـ/ 1144م ( ).
عدد الأوراق: 589، المقاييس: 268 × 200 ـ 175 × 118، عدد الأسطر: (31).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاماً مؤلّفاً منظّماً، ونزّله بحسَبِ المصالح مُنجَّمّاً وجعله بالتحميد مُفتتحاً وبالاستعاذة مُخْتَتَماً، وأوحاهُ على قِسمَينِ: مُتشابِهاً، ومُحْكَماً. وفصَّله سُوَراً، وسَوَّرَهُ آياتٍ، وميّزَ بينهُنَّ بفصولٍ وغاياتٍ ( )، وما هي إلّا صِفات مُبْتَدَإٍ ( ) مُبتدَعٍ، وسِمات منْشإٍ ( ) مُخترَعٍ، فسُبحان مَن استأثر بالأولية والقِدم، وَوَسَمَ كُلَّ شيءٍ سِواه بالحدوث عن الْعَدَمِ، أنشأه كتاباً ساطِعاً تَبيانُهُ، قاطِعاً بُرهانُهُ، وَحْياً ناطِقاً بِبَيِّناتٍ وحُججٍ، قرآناً عربياً غير ذي عوجٍ، مِفتاحاً للمنافع الدينية والدنيوية، مِصداقاً لما بين يديه من الكتب السماوية، مُعجِزاً باقياً دون كُلِّ مُعجزٍ على وجهِ كلِّ زمانٍ، دائراً من بين سائر الكتب على كلِّ لِسانٍ في كلِّ مكانٍ، أفحم به مَنْ طُولِبَ بِمُعارضتهِ مِن العرب العرباء، وأَبْكَمَ بهِ مَن تَحَدَّى بهِ مِن مَصَاقعِ الخطباءِ، فلم يَتَصَدَّ لِلإتيانِ بِما يُوازيهِ أوْ يُدانيهِ واحدٌ مِن فُصحائِهم، ولم يَنْهَضْ لِمِقدارِ أقْصَرِ سُورةٍ مِنْهُ ناهِضٌ مِن بُلغائِهم على أنَّهم كانوا أكثرَ من حصى البطحاء، وأوفر عدداً من رمال الدّهناء، ولم يَنْبِضْ منهم عِرقُ العصبيةِ مع اشتهارهم بالإفراطِ في المضادَّةِ والْمُضارَّةِ، وإلقائهم الشراشِرَ ( )
على المعازَّة ( ) والمعارَّةِ ( )، ولقائهم دون المناضلة عن أحسابهم الْخُطَط، وركوبهم في كلّ ماِ يرومونه الشطَط، إن أتاهم أحد بمفخرة أتوه بمفاخر، وإن رماهم بمأثرة رمَوه بمآثر، وقد جرَّد لهم الحجّة أولاً والسيف آخراً، فلم يُعارضوا إلّا السيفَ وحْدَهُ على أنّ السيفَ القاضِبَ مِخراقُ لاعِبٍ إنْ لم تمضِ الحجّة حدَّه، فما أعرضوا عن مُعارضة الحجّة إلّا لِعِلْمِهِم أنّ البحرَ قد زخرَ فَطَمَّ على الكواكب، وأنّ الشمسَ قد أشرقت فطَمَسَتْ نُوْرَ الكواكِبِ. والصلاةُ والسلامُ على خير مَنْ أُوْحِيَ ( ) إليه؛ حبيب الله؛ أبي القاسم؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، ذي اللواء المرفوع في بني لُؤي، وذي الفرع المنيف في عبد مناف بن قصي، المثبَّت بالعِصمةِ، المؤيَّد بالحكمةِ، الشادخ ( ) الغرة الواضح التحجيل، النبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل، وعلى آله الأطهار، وخلفائه من الأختان والأصهار، وعلى جميع المهاجرين والأنصار… اعلم أنّ مَتْنَ كُلِّ عِلمٍ، وعمودَ كلِّ صِناعةٍ ـ طبقاتُ العُلماء فيه مُتدانية، وأقدامُ الصُّناع فيه متقاربةٌ أو مُتساوية، إنْ سَبَقَ العالِمُ العَالِمَ لَمْ يَسبقْهُ إلّا بِخُطىً يَسيرةٍ، أو تقدَّمَ الصانِعُ الصانِعَ لَمْ يَتقدَّمه إلّا بمسافةٍ قصيرةٍ، وإنما الذي تباينتْ فيه الرُّتبُ، وتحاكَّتْ فيه الرُّكبُ، ووقع فيه الاستباقُ والتناضلُ، وعَظُمَ فيه التفاوُتُ والتفاضُلُ حتى انتهى الأمرُ إلى أمَدٍ مِن الْوَهْمِ مُتباعدٍ، وترَقَّى إلى أنْ عُدَّ ألفٌ بواحِدٍ ـ ما في العلوم والصِّناعات من محاسِن النُّكَتِ والفِقَرِ ( )، ومن لطائف معانٍ فيها مباحِثُ للفِكَر، ومن غوامضِ أسرارٍ مُحتجبةٍ وراءَ أستارٍ لا يكشِفُ عنها مِن الخاصَّة إلّا أوْحدُهُم وأخصُّهم، وإلّا واسِطتهم وفصُّهُم، وعامَّتُهُم عُماةٌ عن إدراكِ حَقائقِها بأحْدَاقِهِم، عُناةٌ في يَدِ التقليدِ لا يُمَنُّ عليهم بِجَزِّ نَواصِيهم وإطلاقِهم، ثم إنّ أملأ العلوم بما يَغْمُرُ القرائح، وأنْهَضَها بما يُبْهِرُ الألباب القوارح؛ من غرائب نُكَتٍ يلطفُ مَسلَكُها، ومُستودعاتِ أسرارٍ يدقُّ سِلْكُها: عِلْمُ التفسير الذي لا يَتِمُّ لِتعاطيه وإجالَةِ النظرِ فيهِ كُلُّ ذي عِلمٍ…. ولقد رأيت إخواننا في الدين من أفاضل الفئة الناجية العدلية ( )، الجامعيين بين عِلم العربية والأصول الدينية كلما رجعوا اليّ في تفسير آية، فأبرزتُ لهم بعض الحقائق من الْحُجُبِ أفاضوا في الاستحسان والتعجُّبِ واستُطيروا شوقاً إلى مُصنّفٍ يضمُّ اطرافاً من ذلك حتى اجتمعوا الي مُقترحين أنْ أُملِي عليهم الكَشْفَ عن حَقائِقِ التنزيل وعُيون الأقاويل في وُجُوْهِ التأويل. فاستعفيتُ فأبَوا إلّا المراجعة والاستشفاع بعُظماء الدين وعُلماء العدل والتوحيد، والذي حداني على الاستعفاء على عِلمي أنهم طلبوا ما الإجابةُ إليه عليَّ واجبةٌ لأنّ الخوض فيه كفرض العين، ما أرى عليه الزمانَ من رثاثةِ أحواله، وركاكةِ رجالهِ، وتقاصُرِ هِمَمِهِم عن أدنى عُدَدِ هذا العِلم فضلاً عن أنْ تترقى إلى الكلام المؤسَّسِ على عِلْمَيِّ المعاني والبيان، فأمليت عليهم مسألةً في الفواتح، وطائفةً من الكلام في حقائق سُورة البقرة، وكان كلاماً مبسوطاً كثير السؤال والجواب، طويل الذيول والأذناب، وإنما حاولت به التنبيه على غزارة نُكَتِ هذا العِلم، وأن يكون لهم منارا ينتحونه، ومثالاً يحتذونه، فلما صمَّمَ العزمُ على مُعاودةِ جوارِ اللهِ والإناخَةِ بِحرَمِ الله فتوجَّهْتُ تلقاءَ مكَّةَ، وجدتُ في مُجتازي بكُلِّ بَلَدٍ مَن فيه مُسكة من أهلها، وقليل ما هم عطشى الأكبادِ إلى العُثور على ذلك الْمُمْلَى، مُتطلِّعِين إلى إيناسِهِ، حِراصاً على اقتباسه، فهزَّ ما رأيتُ من عطفي، وحرّكَ الساكِنَ من نشاطي، فلما حططتُ الرحل بمكة إذا أنا بالشعبة السنية من الدوحة الحسنية، الأمير الشريف الإمام شرف آل رسول الله، أبي الحسن، علي بن حمزة بن وهاس، أدام الله مجده، وهو النكتة والشامة في بني الحسن مع كثرة محاسنهم، وجموم مناقبهم، أعطش الناس كبداً وألهبهم حَشاً، واوفاهم رغبةً حتى ذكر أنه كان يحدِّثُ نفسَه في مُدَّةِ غيبتي عن الحجاز مع تزاحُم ما هو فيه من المشادَّةِ بقطع الفيافي، وطي المهامه، والوفادة علينا بخوارزم ليتوصل إلى إصابة هذا الغرض. فقلت: <قد ضاقت على الْمُستعفي الْحِيَلُ؛ وعيت به العِلل> ورأيتني قد أخذتْ مني السِّنُّ، وتقعقع الشَّنُّ، وناهزتُ العَشْرَ التي سَمَّتْهَا العربُ: دَقّاقة الرِّقاب ( )، فأخذتُ في طريقةٍ أخصرَ مِن الأولى مع ضمانِ التكثير من الفوائدِ، والفحص عن الشرائد، ووفَّقَ الله وسدَّدَ، فَفُرِغَ منه في مِقدار مُدَّةِ خِلافةِ أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه، وكان يُقدَّرُ تمامُهُ في أكثر من ثلاثين سنة، وما هي إلّا آيةٌ من آيات هذا البيت المحرم، وبركةٌ أفيضتْ عليَّ من بركات هذا الحرم المعظَّم، أسألُ الله أنْ يجعلَ ما تعبتُ فيه منه سبباً يُنجيني، ونُوراً على الصِّراطِ يَسْعَىْ بَين يَدَيّ، وينميني، ونعم المسؤول.
سورة فاتحة الكتاب مكية، وقيل: مكية ومدنية لأنها نزلت بمكة مرة وبالمدينة أخرى، وتُسمّى: أم القرآن لاشتمالها على المعاني التي في القرآن من الثناء على الله تعالى بما هو أهله ومن التعبد بالأمر والنهي ومن الوعد والوعيد. وسورة الكنز والوافية لذلك. وسورة الحمد والمثاني لأنه تثنى في كل ركعة. وسورة الصلاة لأنها تكون فاضلة أو مجزئة بقراءتها فيها. وسورة الشفاء والشافية. وهي سبع آيات بالاتفاق إلّا أنّ مِنهم مَن عَدَّ {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ( ) دون التسمية ومنهم مَن مذهبه على العكس…
آخره:… ولو كان يقع الناس على القبيلين، وصحّ ذلك وثبت: لم يكن مناسباً لفصاحة القرآن وبُعْدِهِ مِن التَّصَنُّعِ. وأجودُ منه أن يراد بالناسٍ: الناسِي، كقوله: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} ( )، وكما قُرئ: (من حيث أفاض الناسِ)، ثم يبين بالجنة والناس؛ لأنّ الثقلين هما النوعان الموصوفان بنسيان حقّ الله عزّ وجلّ. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: <لقد أنزلت عليّ سورتان ما أنزل مثلهما، وإنك لن تقرأ سورتين أحب ولا أرضى منهما> يعني المعوذتين، ويقال للمعوذتين: المقشقشتان.
قال عبد الله الفقير إليه: وأنا أعوذ بهما وبجميع كلمات الله الكاملة التامة… حتى وقع التأويل حيث وجد التنزيل أنْ يهب لي خاتمة الخير، ويقيني مصارع السوء، ويتجاوز عن فرطاتي يوم التناد، ولايفضحني بها على ورؤوس الأشهاد، ويُحلني دار المقامة من فضله بواسع طوله وسابغ نوله، إنه هو الجواد الكريم الرؤوف الرحيم… قال المصنف في آخر نسخته: وهذه النسخة وقعت منسوخة من نسخة الأصل الأول التي نقلت من السواد وهي أم الكشاف… فرغت منها يد المصنف تجاه الكعبة في جناح دار السليمانية التي على باب أجياد، الموسومة بمدرسة العلّامة ضحوة يوم الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الآخر عام ثمان وعشرين وخمسمائة، وهو حامد لله…
فرغ من كتابته بيد صاحبه الفقير إلى الله الغني أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الحسن بن علي بن المؤيد بن أبي بكر بن أبي الحسن علي… شيخ الإِسْلام أبي عبد الله محمد بن حَمُّوَيه الْجُوَيْنِيّ، ليلة السبت لست ليالٍ مضين شوال سنة ست وعشرين وسبعمائة بجامع عتيق مدينة تبريز… وصلى الله على محمد وعِترته الأكرمين وصحبه الطاهرين…
سماع
فرغ من سماعه صاحبه أبو الحسن علي الحمُّويي الْجُوَيْنِيّ… لتسع ليل خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وسبعمائة على مجلس مولانا… أحمد بن الحسن بن علي الماوردي…
إجازة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا سيد الأنبياء والمرسلين، محمد النبي الأمي العربي وعلى آله وأصحابه وعترته أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فيقول العبد المفتقر إلى رحمة ربه القوي الغني أحمد بن الحسن الجاربردي (الچارپردي) أحسن الله عاقبته وجعل عُقباه خيراً من أولاه: سمع مني المولى المعظَّم الإمام المفخّم، العالِم الرباني، والإمام الزاهد المحقّ المحقّق، جامع أنواع الفضائل، صدر الملة والدين، أبو الحسن علي بن الشيخ الزاهد والمقتدى العابد ملك المشايخ والزّهاد، وطب الأوتاد سعد الملة والدين محمد بن الإمام المرحوم الشيخ المؤيد زاد الله تعالى ما بيده وأفضاله، ورحم أعقابه وأسلافه، سماعَ تحقيق وإتقان وتدقيق وإيقان كتاب الكشاف في تفسير القرآن لجار الله العلامة رفعه الله تعالى مكاناً علياً وبحث عن فوائده، واطّلع على فرائده، وأجزته أن يرويه عني بحثاً ودرساً وإرشاداً وتعليماً، وأن يروي عني سائر مجازاتي ومناولاتي في الحديث والتفسير والفقه وسائر العلوم المنقولة والمعقولة مما للروية فيه مدخل ومجال، وأجزته في الدرس والفتوى، فإنه أهل العلم والتقوى، وكل ما صحّ عنده وثبت لديه أنه من مسموعاتي، أو مقروآتي، أو مُصنّفاتي، فله رواية ذلك عني بعد رعاية ما يجب رعايته. والمرجو منه أدام اللهُ تعالى فضله، وزاد توفيقه أن يذكرني في صالح دعائه، ومظانّ إجابته ولا ينساني عنه. كتب هذه الأحرف أضعف عباد الله تعالى وأحوجهم إليه أحمد بن الحسن الجاربردي (الچارپردي) ( ).
حامداً الله تعالى، ومصلياًّ على خير خلقه محمد وآله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً برحمتك يا أرحم الراحمين.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية. مكتوب في آخرها: توفي الزمخشريّ، الْمُعتَزليّ، سنة 538 هـ/ 1143م، وتوفي أحمد بن الحسن الجاربردي (الچارپردي) سنة 736 هـ/ 1336م. الناسخ: أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن المؤيد بن أبي بكر بن الحسن… عبد الله محمد بن حَمُّويه الْجُوَيْنِيّ ( ). تاريخ النسخ: 726 هـ/ 1325م. الوضع العام: خطّ التعليق المضبوط بالحركات، وأسماء السور مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات وشروح كثيرة جداً، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك أبي الفضل عبد الرحمن بن الحسين سنة 733 هـ/ 1333م بمدينة تبريز، وتملك الجامي ( ) سنة خمسين وسبعمائة، وتملك محمد أسعد ( )، وتملك السيد محمد زين العابدين، وتملك عبد الواسع بن محمد بن أبي السعود بن محمد، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47305.

رمز المنتج: mrgp254 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

تفسير الكَشَّاف عن حقائق التنزيل

المؤلف

مَحْمُوْد بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي، الزمخشري، جار الله، أبو القاسم، المعتزلي ت 538هـ/ 1144م

رقم المخطوطة

209

عدد الأوراق

589

عدد الأسطر

31

تاريخ النسخ

726 هـ/ 1325م

الناسخ

أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن المؤيد بن أبي بكر بن الحسن

المقاييس

268 × 200 ـ 175 × 118

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاماً مؤلّفاً منظّماً، ونزّله بحسَبِ المصالح مُنجَّمّاً وجعله بالتحميد مُفتتحاً وبالاستعاذة مُخْتَتَماً، وأوحاهُ على قِسمَينِ: مُتشابِهاً، ومُحْكَماً. وفصَّله سُوَراً، وسَوَّرَهُ آياتٍ، وميّزَ بينهُنَّ بفصولٍ وغاياتٍ ( )، وما هي إلّا صِفات مُبْتَدَإٍ ( ) مُبتدَعٍ، وسِمات منْشإٍ ( ) مُخترَعٍ، فسُبحان مَن استأثر بالأولية والقِدم، وَوَسَمَ كُلَّ شيءٍ سِواه بالحدوث عن الْعَدَمِ، أنشأه كتاباً ساطِعاً تَبيانُهُ، قاطِعاً بُرهانُهُ، وَحْياً ناطِقاً بِبَيِّناتٍ وحُججٍ، قرآناً عربياً غير ذي عوجٍ، مِفتاحاً للمنافع الدينية والدنيوية، مِصداقاً لما بين يديه من الكتب السماوية، مُعجِزاً باقياً دون كُلِّ مُعجزٍ على وجهِ كلِّ زمانٍ، دائراً من بين سائر الكتب على كلِّ لِسانٍ في كلِّ مكانٍ، أفحم به مَنْ طُولِبَ بِمُعارضتهِ مِن العرب العرباء، وأَبْكَمَ بهِ مَن تَحَدَّى بهِ مِن مَصَاقعِ الخطباءِ، فلم يَتَصَدَّ لِلإتيانِ بِما يُوازيهِ أوْ يُدانيهِ واحدٌ مِن فُصحائِهم، ولم يَنْهَضْ لِمِقدارِ أقْصَرِ سُورةٍ مِنْهُ ناهِضٌ مِن بُلغائِهم على أنَّهم كانوا أكثرَ من حصى البطحاء، وأوفر عدداً من رمال الدّهناء، ولم يَنْبِضْ منهم عِرقُ العصبيةِ مع اشتهارهم بالإفراطِ في المضادَّةِ والْمُضارَّةِ، وإلقائهم الشراشِرَ ( )

آخره

… ولو كان يقع الناس على القبيلين، وصحّ ذلك وثبت: لم يكن مناسباً لفصاحة القرآن وبُعْدِهِ مِن التَّصَنُّعِ. وأجودُ منه أن يراد بالناسٍ: الناسِي، كقوله: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} ( )، وكما قُرئ: (من حيث أفاض الناسِ)، ثم يبين بالجنة والناس؛ لأنّ الثقلين هما النوعان الموصوفان بنسيان حقّ الله عزّ وجلّ. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: <لقد أنزلت عليّ سورتان ما أنزل مثلهما، وإنك لن تقرأ سورتين أحب ولا أرضى منهما> يعني المعوذتين، ويقال للمعوذتين: المقشقشتان.

الوضع العام

خطّ التعليق المضبوط بالحركات، وأسماء السور مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات وشروح كثيرة جداً، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك أبي الفضل عبد الرحمن بن الحسين سنة 733 هـ/ 1333م بمدينة تبريز، وتملك الجامي ( ) سنة خمسين وسبعمائة، وتملك محمد أسعد ( )، وتملك السيد محمد زين العابدين، وتملك عبد الواسع بن محمد بن أبي السعود بن محمد، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47305.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – تفسير الكَشَّاف عن حقائق التنزيل”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *