العنوان |
تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات (ج: 2). |
---|---|
المؤلف |
إبراهيم بن عمر البقاعي، الشافعي، ت 885 هـ/ 1480م |
رقم المخطوطة |
234 |
عدد الأوراق |
562 |
عدد الأسطر |
41 |
تاريخ النسخ |
980 هـ/ 1572م |
الناسخ |
جمال الدين بن علي الغفاري |
المقاييس |
378 × 272 ـ 250 × 168 |
آخره |
… سورةُ الناس، مقصودُها الاعتصامُ بالإله الحقّ من شرّ الخلق الباطن، واسمها دالٌّ على ذلك لأن الإنسان مطبوعٌ على الشرِّ، وأكثر شرِّهِ بالْمَكْرِ والْخِداعِ، وأحسن من هذا: أنها للاستعاذة من الشرِّ الباطِنِ المأنوسِ به الْمُسترْوَحِ إليه، فإنَّ الوسوسةَ لا تكون إلّا بِما يُشتَهَى، والناسُ مُشتقٌّ من الأنس، فإن أصْلَهُ أناسٌ، وهو أيضا اضطرابُ الباطنِ الْمُشيرِ إليه، الاشتقاق من النوس، فطابق حينئذٍ الاسمُ الْمُسمَّى، ومقصودُ هذه السورة معلولٌ لمقصودِ الفاتحةِ الذي هو المراقبة، وهي شاملةٌ لجميع عُلومِ القرآن التي هي مُصادَقَةُ اللهِ ومُعاداةُ الشيطانِ ببراعةِ الْخِتامِ وفذلكةِ النظامِ، كما أنَّ الفاتحةَ شامِلةٌ لذلك لأنها براعةُ الاستهلال، ورِعايةُ الجلالِ والْجَمالِ، فقد اتصلَ الآخِرُ بالأوَّلِ اتِّصالَ العِلَّةِ بالمعلولِ، والدليلِ بالمدلُوْلِ، والمثلِ بالممثولِ، والله المسؤولُ في تيسير السؤول، وتحقيق المأمول، فإنه الجواد ذو الطول، وبه يُستعانُ، وعليه التكلان… هذا ما يسره الله من مدلولات منظومِها وجُمَلِها، بالنسبة إلى مفهوماتِها وعِللِها، وبقي النظرُ إلى ما تُشير إليه أعدادُ كلماتِها، بلطائف رموزها وإشارتها، فهي عشرون كلمة، توازيها إذا حُسِبَتْ من أوَّلِ النُّبوَّة سَنَةُ عُمرَةِ القضاءِ؛ وهي السابعةُ مِن الهجرَةِ، لَمّا تَبَيَّنَ الأمنُ فيها وسوس به الشيطانُ سَنَةَ عُمرَةِ الْحُديبية من أجْلِ رُؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لدخولِ البيت والتَّطوُّفِ به، فإذا ضَمَمْتَ إليها الضمائرَ الثلاث كانت ثلاثاً وعشرين، فوازت السَّنَةَ العاشِرَةَ من الهجرةِ، وهي سَنةُ حجَّةِ الوَداعِ؛ وهي القاطعةُ لتأثير وسواسِ الشيطان الذي كان؛ في أوَّلِ السَّنَةِ الحادية عشرة عندَ مَوْتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ إلى العرب بأمرِ الرِّدَّةِ، فأعاذَ اللهُ من شَرِّهِ بِهِمَّةِ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه حتى رَدَّ الناسَ إلى الدِّيْنِ وأزَالَ بِهِ وسواس الشياطين الْمُفسِدِيْن، فانتظمتْ كلمةُ الْمُسلمين تصديقاً لِقولِ النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الوَداعِ <إنَّ الشيطانَ قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب بعد اليوم> فإذا ضَمَمْتَ إليها كلمات البسملة صارت سَبعاً وعشرين؛ توازي سنة استحكامِ أمرِ عُمَر بنِ الخطابِ الفاروقِ رضي الله عنه الذي ما سَلَكَ فَجاًّ إلّا سَلَكَ الشيطانُ فَجاًّ غيرَه، وذلك سَنَةَ أربع عشرة من الهجرة، هذا بالنظر إلى كلماتِها، فإنْ نظرْتَ إليها مِن جِهَةِ الْحُرُوْفِ كانت لها أسرارٌ كُبرى من جِهةٍ أُخرى، منها: أن كلماتها مع كلماتِ الفاتِحةِ انتظمتْ من سِتَّةٍ وعشرين حرفاً، وهي ما عدا الثاء المثلَّثة والزاي والظاء الْمُعجة من حُروف المعجم التسعة والعشرين كلّ واحدة منهما من اثنين وعشرين حرفاً اشتركتا في ثمانية عشر منها، واختصّت كلُّ واحدةٍ منهما بأربعة: الفاتحة بالحاء والطاء المهملتين، والضاد والغين المعجمتين. والناس: بالجيم والخاء والشين المعجمتين والفاء، وقال ابن ميلق: سقط من الفاتحة سبعة أحرف: ثج خز شظف. انتهى، فلعلّ في ذلك؛ والله أعلم؛ إشارة إلى أنّ تكامُلَ نزُولِ القرآنِ مِن أوله إلى آخرِهِ في عَدَدِ الْحُروفِ التي اشتملَ عليها كُلٌّ من سُورتي أوله وآخِرِهِ من السِّنين، وذلك اثنان وعشرون، والثالثة والعشرون سَنَةُ القُدُوْمِ على مَنزلة الحيّ القيُّوم، سُبحانه وتعالى ما أعظمَ شأنه، وأعزّ سُلطانه، وأقوَمَ برهانه. |
الوضع العام |
يوجد في أوله فهرس في صفحة واحدة ضمن جداول مذهبة تمَّت إضافته في مكتبة راغب پاشا سنة 1176هـ/ 1762م، وفي أوله لوحة مذهبة وملونة، خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات نسبياً، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والآيات مكتوبة باللون الأحمر، وأسماء السور مكتوبة باللازورد، وكافة الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47720. |