العنوان |
شرح على الرسالة الجديدة في إثبات الواجب |
---|---|
المؤلف |
حسين بن حسن الخلخالي، الحسيني الباطني ت 1014 هـ/ 1605م |
رقم المخطوطة |
1477-3 |
عدد الأسطر |
23 |
عدد الأوراق وقياساتها |
28/ ب ـ 52/ ب، الورقة: 197 × 111 ـ 140 × 050 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ نَسْتَعِيْن. لك الحمد يا مَنْ تفرَّدَ بوجوبِ الوُجودِ والقِدَمِ، ولك الشكرُ يا مَن توحَّد بإيجاد المُمْكِنات عن مُمْكِنِ العَدَمِ، صلِّ على حبيبك الذي دلّنا على السعادات الأبدية، وآلهِ وأصحابه الذين اصطفيتهم بالهدايات الأزليّة. وبعد فيقول الفقير إلى الله الغني؛ حسين الحسيني الخلخالي: هذه رسالة مشتملة على نفائس المطالب العالية، وفرائد فوائد الحكمة الحقّة المُتعالية، أعْنِيْ المباحِثَ الشريفة المتعلّقة بذات المبدأ الأوّل، وصِفاتِهِ العُلى، وأسمائه الحسنى، ومتضمّنة لتحقيق ما هو الحقّ فيما هو معركة الآراء، ومخبط الحكماء الفقهاء، تذكرة لأُولي النُّهى، وكشفتُ قِناع الخبايا؛ بما لم يأت بمثلِه أحدٌ مِمّن سبقَنا من الأذكياء. وأهديتُها إلى مَن رَفَعَ رايات العِلم والكمال بعد انتكاسِها… وقَرَنَ الحِكمةَ اللُّقْمَانِيّة والحكومة السُّليمانيّة… مالك سرير الوزارة بالاستحقاق… المؤيّد بأنوار عناية الله، سَمِيّ خَلَفِ رسولِ الله: حسن پاشا، لازالت أقطار الممالك مشرقةً بأنوار معدلَتِهِ، وأغصان الخيرات مورقةً بسِجال رأفتِهِ… رجاء أنْ يُشرِّفَها بنظرِ القبولِ والإقبال، ويلاحظَها بعين الرضاء والافضال. وها أنا أشرع في المقصود، وهو مرتب على فصول. [فصل] في إثبات الواجب: اعلمْ أنّ الموجود عند نظر العقل منقسمٌ إلى قسمين. <أحدهما: ما يجبُ وجودُهُ بالنظر إلى ذاته. وثانيهما: ما لا يجبُ بالنظر إلى ذاته؛ بل يجوز له العدم بالنظر إلى ذاته. والأوَّلُ هو الواجِبُ لِذَاتِهِ، والثاني هو المُمْكِنُ لذاته، ووجود الممكن بديهي لا يحتاج إلى بيان… |
آخره |
… ونِعْمَ ما قال فيه الأشعريُّ لأستاذه؛ أبو علي الجُبائيّ، وهو من رؤساء المُعتزلة: ما تقول في ثلاثة إخوة؟ عاش أحدُهم في الطاعة، وأحدُهم في المَعصية، ومات أحدُهُم صغيراً؟. فقال: يُثابُ الأوَّلُ بالجنّة. ويُعاقبُ الثاني بالنار. والثالث لا يُعاقب ولا يُثاب. فقال الأشعريُّ: فإنْ قال الثالثُ: يا ربّ لو عَمَّرْتَنِي فأصلح وأدخلُ الجنةَ؛ كما دخلَها أخي المؤمنُ؟. قال الجبائيُّ: يقول الربُّ كنتُ أعلمُ أنك لو عمّرت لفَسَقْتَ؛ فدخلت النار. فقال الأشعريُّ: فيقول الثاني: يا ربّ لِمَ لَمْ تُمِتْنِيْ صغيراً لِئلَّا أُذنب؛ فلا أدخل النارَ؛ كما أَمَتَّ أخي؟. فَتَحَيَّرَ الجبائيُّ؛ وعجِزَ عن الجوابِ، فترك الأشعريُّ مذهبَهُ إلى المذهبِ الحقِّ؛ الذي كان عليه السَّلَفُ الصالِحُ، واشتغلَ بهدمِ قواعِدِ الاعتزال، وتشييدِ مباني الحقِّ. ولْيَكُنْ هذا آخرُ الكلام في إثبات الواجب وصفاته العُلى. نسأل الله تعالى أنْ يُثبِّتَ قلوبَنا على دِيْنِهِ، ومُتابَعَةِ رسولِهِ محمد، وآلِهِ وأصحابِهِ المُتأدِّبينَ بآدابِهِ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب. |