العنوان |
شرح مقامات الصوفية ومعاني مصطلحاتهم |
---|---|
المؤلف |
يحيى (عمر) بن حبش السهروردي، شهاب الدين، ت 587 هـ/ 1191م |
رقم المخطوطة |
1480-7 |
عدد الأسطر |
33 |
تاريخ النسخ |
يوم الثلاثاء أواسط رجب سنة 734 هـ/ 1333 م |
الناسخ |
بدر الدين النسوي الخراساني |
عدد الأوراق وقياساتها |
203/ ب ـ 209/ آ، الورقة: 238 × 166 ـ 185 × 121 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، المحمود الله، ومحمد رسوله صلى الله عليه. اللهم لك العبادة والتسبيح، والأذكار والتقديس، وإليك القرُبات ومتّصل البركات، إنك واهب الحياة، على ملائكتك المقربين، وأنبيائك المرسلين، وأهل طاعتك أجمعين، وأخصّص سيدنا محمداً وآله بالتحيات والصلوات. وبعد؛ فإنّ الصداقة التي تأكَّدَتْ بَيننا ألزمتني إسعافك في تحرير كلمات مُوْمِيَةٍ إلى الحقائق، شارحة لمقامات الصوفية، ومعاني مصطلحاتهم، وما استراحوا إليه من المعارف، وعِلم القلب، والروحانيات وما فوقها وما دونها، وتلك ما تفتقر إلى البراهين؛ على سرد مضبوط، ونسق مطبوع من غير كثير تتبُّع الاصطلاحات لأصحاب الحقيقة في البرهانية، فبادرت إلى إجابتك، وقريب ما يقع عليه الاصطلاح إلى فهمك، نازلاً إلى مقدار قوتك، ولتعذرني أثناء الحقيقة على استعمال ألفاظ بإزاء معان خصصناها ههنا، فإن المقصد واحد. فصل: أوّل ما أوصيك به تقوى الله، فما خاب مَن آبَ إليه، وما تعطّل مَن توكّل عليه، احفظ الشريعة، فإنها سوط الله سبحانه، وهو بها يسوق عباده إلى رضوانه. كلّ دعوى لم تشهد بها شواهدُ الكتاب والسُّنّة فهو من تفاريع العبث، وشغف الرفث. مَن لم يستعصم بحبل القرآن غوى وهوى في غيابة جُبّ الهوى. ألم تعلم أنه كما قصرت قوى الخلائق عن إيجادك؛ قصرت عن إعطاء حقّ إرشادك، بل هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قدرته أوجدتك، وكلمته أرشدتك. لا يلعبنَّ بك اختلاف العبارات… الحقيقة شمسٌ واحدةٌ لا تتعدّد بتعدُّدِ مظاهرها من البروج. المدينة واحدة، والدروب كثيرة، والطرُق غير يسيرة. صُمْ عن الشهوات صوماً… |
آخره |
… ولا تتكلّم قبل الفِكر، ولا تتعجّب بشيء من حالِك، فإنّ الواهب غير متناهي القوّة. وعليك بقراءة القرآن مع وَجْدٍ وكربٍ، وفِكرٍ لطيف، واقرأ القرآن كأنه ما أنزل إلا في شأنك فقط، واجمعْ هذه الخصال في نفسِك، فتكون من المفلحين. واعلم أنَّ الصوفي هو الذي اجتمع فيه جميع تلك الملكات الشريفة، والتصوّف اصطلاح على هذه، وآخر ما أوصيك به تقوى الله عزَّ وجلَّ، فإن العاقبة للمتقين، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. |