العنوان |
مجمع الأمثال |
---|---|
المؤلف |
أَحْمَدُ بنُ محمد بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَبُو الفَضْلِ، المَيدَانِي، النَّيْسَابُوْرِيّ، ت 518 هـ/ 1124 م |
رقم المخطوطة |
1202 |
عدد الأسطر |
29 |
تاريخ النسخ |
سنة 1153 هـ/ 1741م |
الناسخ |
مصطفى المؤنس |
عدد الأوراق وقياساتها |
312، الورقة 263 × 152 ـ 203 × 085 |
أوله |
إن أحسن ما يُوَشَّحُ به صَدْرُ الكلام، وأجملَ ما يفصَّل به عِقْدُ النِّظام، حَمْدُ الله ذي الجلال والإكرام، والإفضال والإنعام، ثم الصلاة على خير الأنام، المبتَعثِ من عُنْصُر الكرام، وعلى آلِهِ أعلامِ الإسلام، وأصحابِهِ مصابيحِ الظلام، فالحمد لله الذي بدأ خَلْقَ الإنسان من طين، وجَعَله ذا غَوْرٍ بعيد وشَأوٍ بَطِين، يستنبط الكامِنَ من بديع صَنْعته بذكاء فِطْنَته، ويستخرج الغامضَ من جَليل فِطْرته بدقيق فِكْرته، غائصاً في بحر تصرُّفه على دُررِ مَعَان، أحْسَنَ من أيام مُحْسن معان، وأبْهَجَ من نيل أمان، في ظل صحةٍ وأمان، مودِعاً إياها أصْدَافَ ألفاظٍ، أخْلَبَ للقلوب من غمزات ألحاظ، وأسْحَرَ للعقول من فَتَرات أجفانٍ مِراض؛ ناظماً من محاسنها عُقُودَ أمثال، يحكم أنها عَديمةُ أشْبَاهٍ وأمثال، تتحلّى بفرائدها صدورُ المحافل والمحاضر، ويتسلَّى بفواردها قلوبُ البادي والحاضر، وتُقَيَّد أَوَابِدُها في بطون الدفاتر والصحائف، وتطير نواهضُها في رؤوس الشواهق وظهور التنَائِف، فهي تُوَاكبُ الرياحَ النُّكْبَ في مَدَارجِ مهابِّهَا، وتُزَاحم الأراقمَ الرُّقْشَ في مضايق مَدَابِّها، وتُحوِجُ الخطيبَ المِصْقَع والشاعر المُفْلِقَ إلى إدماجها وإدراجها، في أثناء متصرِّفاتها وأدراجها، لاشتمالها على أساليب الحسن والجمال، واستيلائها في الْجَوْدَة على أمَدِ الكمال، وكفاها جلالَةَ قدر، وفَخَامة فخر، أنَّ كتاب الله عز وجل ـ وهو أشرفُ الكتب، التي أنزلت على العجم والعرب ـ لم يَعْرَ من وشاحها المفصل ترائبُ طِواله ومُفَصَّله، ولا من تاجها المُرَصَّعِ مفارقُ مُجمله ومُفَصَّله… وبعد، فإن من المعلوم أن الأدب سُلَّم إلى معرفة العلوم، به يُتَوَصَّل إلى الوقوف عليها، ومنه يتوقَّع الوصولُ إليها، غير أن له مَسَالكَ ومَدَارج، ولتحصيله مَرَاقِيَ ومَعَارج، من رَقِيَ فيها درَجاً بعد درج، ولم تهمّ شمسُ تشميره بِعَرَج، ظفِرَتْ يَدَاه بمفاتح أغلاقه، وملكت كفاه نفائس أعْلَاقه، ومن أخطأ مِرْقَاةً من مَرَاقيه، بقي في كد الكَدْحِ غيرَ مُلَاقيه، وإنَّ أعلى تلك المراقي وأقصاها، وأوْعَرَ هاتيك المسالك وأعصاها، هذه الأمثالُ التي هي لُمَاظَاتُ حَرَشَةِ الضِّبَاب، ونُفَاثات حَلَبة اللِّقَاح وحَمَلَة العِلَاب، من كل مرتضعٍ دَرَّ الفصاحة يافعاً ووليداً، ومرتكضٍ في حجر الذَّلَاقة توأماً ووَحيداً، قد ورد مَنَاهل الفطنة يَنْبوُعاً فينبوعاً، ونزف مناقع الحكمة لَدُوداً ونَشُوعاً، فنطق بما يُسِرُّ المعبِّر عنها حَسْواً في ارتغاء، والمشير إليها يمشي في خَمَر ويدبُّ في ضَراء، ولهذا السبب خفيَ أثرُها، وظهر أقلُّها، وبطن أكثرها، ومن حَامَ حول حِمَاها، ورام قَطْفَ جَنَاها، علم أن دون الوصول إليها خَرْطَ القَتَاد، وأن لا وقوف عليها إلا للكامل العَتَاد، كالسَّلَف الماضِينَ الذين نظموا من شَمْلها ما تشتَّت، وجمعوا من أمرها ما تفرَّق، فلم يبقوا في قوس الإحسان مَنْزعا، ولا في كِنانة الإتقان والإيقان أهْزَعا، والناس اليوم كالمجمِعِين على تقاصُرِ رغباتهم، وتقاعُدِ همَّاتهم، عما جاوز حد الإيجاز، وإن حرك في تلفيقه سلسلة الإعجاز، إلا ما نشاهده من رغبةِ مَنْ عَمَرَ معالم العلم وأحياها، وأوضَحَ مناهج الفضل وأبداها، وهمةِ مَنْ تجمعت في فؤاده همم ملءُ فؤاد الزمان إحداها، وهو الشيخ العميد الأجل السيد العالم ضياء الدولة منتخب المُلْك شمس الْحَضْرة صفيُّ الملوك: أبو علي محمد بن أرسلان، أدام الله علوّه، وكبَتَ حاسده وعدوّه، فإنه الذي جَذَب بضَبْع الأدب من عَاثُوره، وغالى بقيمة منظومه ومنثوره، وأقبل عليه، وعلى من يُرَفْرِفُ حواليه، إقبالَ مَنْ ألقت خزائن الفضل إليه مقاليدها، ووقفت مآثرُ المجد عليه أسانيدها، فأبرز محاسن الآداب في أضْفَى ملابسها، وبَوَّأها من الصُّدور أعلى منازلها ومجالسها، بعد أن حَلَّقت بها العنقاء في بَنَاتِ طَمَار، وتضاءلت كتضاؤل الحسناء في الأطْمَار، فالحمدُ لله الذي جعل أيامه للحسن والإحسان صورة، وعلى الفضل والإفضال مقصورة، وجعلها موقوفَة الساعات، على صنوف الطاعات، محفوفَةَ الساحات، بوفود السعادات، موصوفة الحركات والسكنات، بوفور البركات والحسنات، حتى أصبحت حُلِيَّاً على لَبَّة الدولة الغراء، وتاجاً في قِمَّةِ الحضرة الشمَّاء، وحِصْناً لِمِلْكِ الشرق حصيناً، ورُكْناً يؤوي إليه ركيناً، وأمست على معصمه ومعتصمه سوراً وسِوَاراً، ولوَجْهِ دولته وحُسام سَطْوته غرةً وغِراراً، يُسْتَمْطَر النُّجْحُ ببركات أيامه، ويستودَعُ الملك حركات أقلامه، فلله دره من عالم زُرَّ بُرْدَاهُ على عالِمٍ وأمين؛ بانتظام الملك ضمين، ومُطَاع عند ذي الأمر مَكِين، يزين بحضوره ديوان عُماله، ولا يشين بمحظوره ديوان أعماله، فعل من تَنَبَّه له الجد، فنظرت نفسه ما قدمت لغد، وتمكَّن منه الجد، فلا الدَّدُ منه ولا هو من دَد، وعليه عينة مِن سَدّ، جُمِعَ له إلى القُدْرة العصمة، وإلى التواضع النعمة والحِشْمة، فرَفَلَ من السيادة في أبهى أثوابها، وأتى بيوتَ الرفعةِ من أبوابها، وباشَرَ أبكار المكارم فالتزمها واعْتَنَقها، وباكر أقداح المحامد فاصطَحَبَها واغتَبَقَهَا، فأصبح لا يَطْرَبُ إلا على معنى يُكدّ له الأفهام، دون مؤثر تأتأ له الإيهام، ولا يَعْشَق إلا بناتِ الخواطر والأفكار، دون العذَارَى الخُرَّد الأبكار، ولا يثافن إلا مَنْ أخلق جَدِيدَيْهِ، حتى ملأ من الفضل بُرْدَيه، وكَحَّلَ بإثمِدِ السهر جَفْنيه، حتى أقرَّ بنيل القُرب منه عينيه، فتبوَّأ من حضرته المأنوسة جنةً حُفَّتْ بالمكارم لا بالمكاره، وروضةً خُصَّت بالمجد الزاهر لا بالأزاهر، ينثال عليها أفراد الدهر من كل أوْب، وينصبُّ إليها آحاد العصر من كل صَوْب، لا سَلَب الله أهل الأدب ظلَّه، ولا بلغ هَدْيُ عمرِه مَحِلّه، ما طَلَع نَجْم، ونَجَم طَلْع، بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ. |
آخره |
… وقيل للخليل بن أحمد: مَن الزاهد في الدنيا؟ قَالَ: الذي لَا يطلب المفقود حتى يفقد الموجود. وقَالَ بعض السلف: الإيادي ثلاثٌ: يَدٌ بيضاء وهي الَابتداء، ويد خضراء وهي المكافأة، ويد سوداء وهي المَنُّ. وقيل لبعضهم: ما العقل؟ قَالَ: الإصابة بالظنون، ومعرفة ما لم يكن بما قد كان. |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ الواضح النفيس المضبوط بالحركات، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة وملونة تحيط بها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات كثيرة، والغلاف جلد عثماني مذهَّب ونفيس جداً، وعَليه تملّك راغب پاشا بالخاتم القديم. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53933. |